طهران لإدارة ترامب: مستعدون للحوار بشرط الندية واحترام الخطوط الحمراء

كتبت سوزان مرمر
أبدت إيران استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، بشرط أن تجري على أساس الاحترام المتبادل والندية.
جاء ذلك، وفق ما أكده «كمال خرازي» مستشار السياسة الخارجية للمرشد الأعلى، في مقابلة خاصة مع شبكة “سي إن إن”.
وشدد خرازي على أن طهران لن تتراجع عن مواقفها التي سبقت الهجوم الأمريكي-الإسرائيلي على منشآتها النووية في يونيو الماضي، مؤكداً أن الخطوة الأولى يجب أن تأتي من واشنطن لإثبات جاهزيتها للحوار.
وأوضح خرازي أن أي مسار تفاوضي جديد يجب أن يقوم على جدول أعمال محدد مسبقاً لضمان وضوح مضمون النقاشات وإطارها.
وانتقد نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلاً إنه لا يؤمن بالمسار الدبلوماسي ويفضل استخدام القوة لتحقيق أهدافه.
وفي المقابل، قال ترامب- في تصريحات لاحقة خلال مأدبة عشاء في البيت الأبيض تكريماً لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان- إن إيران تُظهر اهتماماً كبيراً بالتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن طهران ترغب بشدة في إبرام صفقة نووية جديدة.
وأشار خرازي إلى أن شروط إيران للتقارب مع واشنطن لم تتغير، موضحاً أن تخصيب اليورانيوم سيستمر؛ لتلبية احتياجات البلاد من الوقود النووي للأغراض الطبية والكهربائية، وأن برنامج الصواريخ الباليستية الآخذ في التوسع لن يكون مطروحاً للتفاوض.
وشدد على أن النقاش مع واشنطن سيقتصر على الملف النووي فقط.
وكانت المحادثات بين البلدين قد توقفت؛ بعدما شنت إسرائيل هجوماً مفاجئاً على منشآت نووية إيرانية في يونيو، ما دفع الولايات المتحدة لتنفيذ أول ضربة مباشرة داخل إيران ضد ثلاثة مواقع نووية.
وبعد نحو 5 أشهر من الهجوم، قال خرازي إن “تقييم الأضرار لم يُستكمل بعد”.
وفي وقت سابق، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني “سعيد خطيب زاده” أن البرنامج النووي لا يزال سليماً رغم الأضرار الكبيرة في البنية التحتية والآلات.
بينما قال وزير الخارجية عباس عراقجي إنه لا يجري حالياً أي تخصيب نتيجة الهجمات.
وخلال جولة المفاوضات الصيفية، أصرت واشنطن على وقف التخصيب تماماً، فيما تمسكت طهران باستمرار التخصيب المحلي بمستويات لا تسمح بتصنيع سلاح نووي.
وأوضح خرازي أن درجة التخصيب ستكون محور التفاوض، وليس مبدأ التخصيب نفسه.
وكشفت “سي إن إن”، أن واشنطن عرضت خطة تشمل استثماراً في برنامج الطاقة النووية المدنية الإيراني، إلى جانب تشكيل “كونسورتيوم” يضم دولاً من الشرق الأوسط والوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة تخصيب منخفض المستوى داخل إيران.
وعبر مسؤولون إيرانيون- آنذاك- عن انفتاحهم على الفكرة، بشرط الحفاظ على السيطرة الكاملة على قدرات التخصيب.
وختم خرازي بتوجيه رسالة لترامب قال فيها: “ابدأ بخطوة إيجابية تجاه إيران، وستجد رداً إيجابياً.. لكن عليكم التخلي عن استخدام القوة… لقد خضتم ذلك وأدركتم أنه غير مُجدٍ بالمر”.



