الصحة العالمية: 32 دولة تستخدم الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية

كشفت منظمة الصحة العالمية في تقرير جديد لها، أن استخدام الذكاء الاصطناعي يسبب تحولًا حذريًا بقطاع الرعاية الصحية في أوروبا، ويشكل رعاية أفضل للمرضى ويقلل الضغط على الكوادر الطبية البشرية، مشيرة إلى أنه يُستخدم دون ضمانات كافية للمرضى أو لمقدمي الرعاية الصحية.
وعرضت قناة “يورونيوز”، تقرير المنظمة، الموضح من خلاله أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتنظيمه وتمويله بمجال الرعاية الصحية يختلف بشكل كبير بين 50 دولة في أوروبا وآسيا الوسطى.
32 دولة تستخدم الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية
استعرضت المنظمة نصف الدول من التقرير التي شمل، استطلاع روبوتات دردشة ذكية للمرضى، موضحًا وجود 32 دولة تستخدم أدوات تشخيصية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تصوير الأشعة والكشف.
كما تبين أن تلك الدول تستعين بالذكاء الاصطناعي في فحص المرضى ودعم الصحة النفسية، وتحليل البيانات، والمهام الإدارية، وتخطيط القوى العاملة.
وعلى سبيل المثال، تجري إسبانيا اختباراً لأدوات الذكاء الاصطناعي، ويأتي ذلك لتعزيز الكشف المبكر عن الأمراض، أما فنلندا فإنها تستخدم الذكاء الاصطناعي لتدريب مقدمي الرعاية الصحية، وتطبقه إستونيا في تحليل البيانات، وفقاً لما ذكره التقرير.
26 دولة حددوا أولوياتهم في الذكاء الاصطناعي و4 دول لديهم استراتيجيات وطنية مخصصة له
ولكن في حين حددت 26 دولة أولوياتها في مجال الذكاء الاصطناعي فيما يخص القطاع الصحي، لم تخصص سوى 14 دولة تمويلًا لتلك المبادرات، أربع دول فقط (أندورا، فنلندا، سلوفاكيا، والسويد) لديها استراتيجية وطنية مخصصة للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة.
من جانبه، حذر الدكتور هانز كلوج، مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا، من عدم وجود استراتيجيات واضحة وحماية للبيانات وضمانات قانونية، واستثمارات في حوكمة الذكاء الاصطناعي”، لان بعدم مراعات تلك الأدوات قد تتفاقم التفاوتات الصحية في أوروبا.
وقال المدير الإقليمي في بيان صادر عنه “إن الذكاء الاصطناعي على وشك إحداث ثورة في الرعاية الصحية، لكن وعده لن يتحقق إلا إذا ظل الناس والمرضى في صميم كل قرار”، ومن التحديات الأساسية:
أن أدوات الذكاء الاصطناعي تعتمد على مجموعات بيانات ضخمة قد تكون معيبة أو متحيزة أو ناقصة، مما يعني أن قراراتها قد تعكس هذه العيوب وتؤدي إلى أخطاء طبية، مثل التشخيص الخاطئ أو العلاجات غير المناسبة.
كما أكد تقرير منظمة الصحة العالمية أنه ينبغي على الدول التي تستعين به، توضيح المسئول عن هذه الأخطاء الناجمة عن الذكاء الاصطناعي.
توصيات الصحة العالمية في استخدامات الذكاء الاصطناعي
أوصى تقرير المنظمة أوروبا بضمان توافق استراتيجياتها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي مع أهداف الصحة العامة،
كما أكد على تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية على الاستخدام الفعال للذكاء الاصطناعي، وتعزيز القوانين والمبادئ التوجيهية الأخلاقية المتعلقة به، والحفاظ على الشفافية العامة بشأن كيفية استخدامه في الرعاية الصحية.
من جهته، قال الدكتور ديفيد نوفيلو أورتيز، المسؤول مبادرات الذكاء الاصطناعي والبيانات والصحة الرقمية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا، إن غياب المعايير الواضحة قد يجعل العاملين في مجال الرعاية الصحية يترددون بالفعل في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أورتيز أنه ينبغي على الدول الأوروبية “ضمان اختبار أنظمة الذكاء الاصطناعي من حيث السلامة والنزاهة والفعالية في ظروف واقعية قبل تطبيقها على المرضى”.


