هل يحتاج منتخب مصر إلى لمّ الشمل قبل أمم إفريقيا؟

كتبت سوزان مرمر
بات المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم فى حاجة ماسة للم الشمل قبل بطولة أمم إفريقيا ٢٠٢٥، التى ستنطلق فعالياتها يوم ٢١ ديسمبر المقبل فى المغرب، خاصة فى ظل ارتفاع سقف طموح الجماهير للمنافسة على اللقب الإفريقى الغالى، الذى غاب عن الفراعنة منذ آخر بطولة توج بها عام ٢٠١٠ فى أنجولا، خاصة فى ظل وجود الثنائى محمد صلاح وعمر مرموش على رأس قائمة الفراعنة خلال تلك البطولة.
والأمر يتطلب من الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، والمهندس هانى أبوريدة، رئيس اتحاد الكرة، دعوة الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بقيادة حسام حسن، لعقد جلسة خلال الأيام المقبلة، تكون بمثابة تأكيد الدعم للجهاز الفنى وقطع الطريق أمام الباحثين عن تعكير الأجواء بين جميع الأطراف قبل بطولة مهمة فى تاريخ الفراعنة، على أن تتبعها جلسة أخرى مع بداية انطلاق معسكر منتخب مصر يوم ٧ ديسمبر المقبل، بهدف حث اللاعبين على التوحد خلف جهازهم الفنى، من أجل هدف واحد هو المنافسة على لقب بطولة أمم إفريقيا فى المغرب.
وبعيدًا عن المستوى المتواضع الذى ظهر عليه منتخب مصر الأول خلال بطولة العين الودية التى استضافتها الإمارات، والنتائج غير المقبولة على المستوى الجماهيرى أمام منتخبى أوزبكستان والرأس الأخضر، الأقل من الفراعنة على مستوى التصنيف والنجوم فى الفريق، هناك العديد من السلبيات التى شهدها معسكر الفراعنة خلال شهر نوفمبر الجارى.
وتعرض منتخب مصر للخسارة أمام أوزبكستان بهدفين نظيفين، وتعادل بشق الأنفس مع الرأس الأخضر بهدف لكل فريق، قبل أن تُحسم نتيجة المباراة لصالح الفراعنة بضربات الجزاء الترجيحية، ويحصل منتخب مصر على المركز الثالث فى بطولة العين الودية، رغم الطموحات التى سبقت تلك الدورة، بحتمية الحصول على لقب هذه البطولة الودية لتكون خير دافع للاعبين والجهاز الفنى قبل خوض بطولة أمم إفريقيا التى ستنطلق يوم ٢١ ديسمبر المقبل فى المغرب.
وتتمثل السلبيات الأبرز للمنتخب الوطنى فى هذا المعسكر فى تذمر اللاعبين وخروجهم على النص، خاصة محمد الشناوى الذى أبدى غضبه أثناء استبداله بمصطفى شوبير مع نهاية المباراة، ليكون شوبير هو الحارس أثناء ضربات الجزاء، وسبق هذه اللقطة المشينة، رفض مصطفى محمد الخروج من الملعب ليشارك أسامة فيصل بدلًا منه، إلى أن خرج مصطفى محمد من الناحية الأخرى للملعب دون أن يقوم بالسلام على زميله أثناء التبديل، وقد بدت عليه علامات الغضب الشديد، كما ستؤدى نتائج المنتخب فى دورة العين الودية لتراجع تصنيف المنتخب الشهرى، بالخسارة من أوزبكستان الأقل فى التصنيف، والتعادل مع الرأس الأخضر الأقل فى التصنيف، وذلك قبل أسبوعين من قرعة بطولة كأس العالم بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولم يكن حسام حسن نفسه أكثر هدوءًا من لاعبيه، بل تفرغ خلال المؤتمر الصحفى للهجوم على منتقديه وتوعدهم، بدلًا من الاعتراف بالسلبيات التى ظهرت خلال مباراتى أوزبكستان والرأس الأخضر ومحاولة علاجها خلال المعسكر الذى يسبق بطولة أمم إفريقيا، حتى يرسل رسالة طمأنة للجماهير المصرية التى تتشوق لعودة منتخب بلادها إلى منصات التتويج مرة أخرى.
الأمر الذى يؤكد أن هناك حالة عدم رضا داخل منتخب مصر عن مستوى اللاعبين، وفقدان السيطرة من قبل الجهاز الفنى بقيادة حسام حسن، إضافة إلى تفرغ العميد للتركيز مع المنتقدين، أكثر من تركيزه مع المنتخب الوطنى قبل بطولة مهمة فى تاريخ الفراعنة، ما قد يكون سببًا فى انفراط العقد قبل انطلاق بطولة أمم إفريقيا، فى ظل الشعور بغياب العدالة بين اللاعبين، وكذلك الشعور بالاضطهاد من قبل الجهاز الفنى، وتحديدًا التوأم حسام وإبراهيم حسن.
كذلك كان تأخر انضمام عمر مرموش لمعسكر المنتخب الوطنى أحد التجاوزات داخل المعسكر، رغم تجاهل الجهاز الفنى موقف اللاعب الذى تأخر عن موعده ٤٨ ساعة، بخلاف المدة التى سمح الجهاز الفنى له بالتأخر خلالها، كذلك إصرار محمد صلاح على مغادرة المعسكر بدعوى حاجته للراحة، رغم علمه بكم الغيابات فى صفوف منتخب مصر، والإصابات التى ضربت الفريق بعد مباراة أوزبكستان.



