الولايات المتحدة ومصر وقطر يجهزان للمرحلة الثانية من اتفاق غزة

كتبت سوزان مرمر

بدأت الدول الوسيطة «مصر وقطر والولايات المتحدة» الترتيب لبدء المرحلة الثانية من «اتفاق شرم الشيخ» بشأن غزة التى وُصفت بأنها الأصعب، والتى ستقرر ما إذا كان سيستمر تثبيت وقف إطلاق النار، أم سيحدث ما يتسبب فى انهياره.

وإحدى أهم العقبات التى تواجه هذه المرحلة مسألة «نزع سلاح حماس»، وكما يبدو فإن مسألة نزع السلاح لن تكون فى عملية فورية، بل عبر مسار سياسى وأمنى معقد، قد يستغرق وقتًا طويلًا، ما يعيد إلى الأذهان تجربة أيرلندا الشمالية واتفاق «الجمعة العظيمة» فى سنة ١٩٩٨، الذى أنهى العنف بين الجيش الجمهورى الأيرلندى «IRA» والجيش البريطانى، إذ تم الاتفاق على نزع السلاح فى سنة ٢٠٠٥.

وفى السطور التالية، نستعرض التعقيدات التى تواجه عملية نزع سلاح حماس، والسيناريوهات المحتملة لذلك، والضغوط التى قد تمارسها إسرائيل والولايات المتحدة من أجل تحقيق هذا الهدف.

نزع سلاح «حماس» الخطوة الأكثر تعقيدًا.. وغموض حول نشر قوة دولية فى القطاع

فى التاريخ، كانت هناك حالات ناجحة لعمليات نزع السلاح، بما فى ذلك فى أيرلندا الشمالية وجنوب إفريقيا وكولومبيا، إلى حد ما، ولكن فى كل حالة، كان لدى الجماعة المسلحة مسار واضح إلى حد ما نحو الشرعية السياسية أو تقاسم السلطة، وهو ما لا ينطبق على مطالب إسرائيل باستبعاد حماس من الحكم.

وحتى الآن، نفّذ الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، المرحلة الأولى من خطته جزئيًا، والمتمثلة فى إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء، وأغلب رفات القتلى «متبقٍ ٤ جثث»، وهو يسعى الآن للانتقال إلى المرحلة الثانية، التى تتركز على نزع سلاح «حماس»، وإعادة إعمار القطاع، وضمان الحكم فى مرحلة ما بعد الحرب، وتوسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية.

وتظهر مسألة نزع السلاح باعتبارها أكثر المسائل تعقيدًا فى هذه المرحلة، خاصة عندما قال: «إذا لم يتخلوا عن سلاحهم فسنجبرهم على ذلك، وهم يعرفون أننى جاد فى كلامى»، ومع ذلك، لم يوضح ترامب كيف سيتحقق ذلك، فهل سيرسل الجيش الأمريكى إلى قطاع غزة ليتجولوا بين الأنقاض فى غزة لنزع الأسلحة؟

وقدر دبلوماسيون كبار أن ترامب سيتجنب نشر قوات أمريكية، وبدلًا من ذلك، سيراهن على نفوذ قطر وتركيا السياسى على «حماس»، مع الضغط على دول إسلامية وغير إسلامية لتشكيل قوة مسلحة دولية تشرف على عملية نزع السلاح.

وأفاد تقرير أمريكى جديد بأن الولايات المتحدة أرسلت مشروع قرار إلى عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولى، يقضى بإنشاء قوة استقرار دولية فى غزة لمدة عامين على الأقل، موضحًا أن المشروع يتضمن حماية الممرات الإنسانية بغزة، وتدريب الشرطة الفلسطينية، مع نزع سلاح حركة حماس إذا لم تسلمه طوعًا.

بينما رأت صحيفة «تليجراف»، البريطانية، أن مشاركة قطر وتركيا فى خطة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لإنشاء قوة استقرار دولية فى غزة، ستكون غير فعالة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى