الشتاء يضرب غزة مبكرًا بقوة، استغاثات ولا مجيب

واقع صعب ومأساوي يعيشه أهالي غزة تحت الأمطار، بعدما ضرب الشتاء القطاع مبكرًا، واقتلعت المياه الخيام وبات الناس في العراء يستغيثون ولا مجيب.

ورغم توقف الحرب منذ 10 أكتوبر الماضي، يعيش مئات العائلات الفلسطينية في غزة واقعا إنسانيا كارثيا، يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة في ظل استمرار الحصار وإغلاق المعابر من قِبل الاحتلال الإسرائيلي .

واضطرت العائلات الفلسطينية إلى افتراش الطرقات والسكن في خيام بالية لا تقيها حر الصيف ولا برد الشتاء.

وفجأة وبدون مقدمات، هطلت أمطار غزيرة، اقتلعت الخيام من ثباتها، فخرج الناس إلى العراء يستغيثون إلا أنهم لم يجدوا أي ملجأ أو مغيث.

وقال أحدهم: “ما فيش لا خيم ولا في مصاري ولا في أكل ولا في شرب ولا في مية ولا في أي شيء من ها الحياة كلها”.

تفاقم الكارثة:

تتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع بدء المنخفضات الجوية والبرودة الشديدة، حيث يواجه مئات الآلاف من النازحين ظروفًا معيشية قاسية للغاية في ظل غياب المأوى المناسب، ونقص حاد في المساعدات الشتوية.

تُشكل موجة البرد والأمطار تهديدًا مباشرًا لحياة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.

أغلب الخيام التي تؤوي النازحين غير صالحة للسكن بعد شهور من الاستخدام، وأي هطول للأمطار يؤدي إلى غمرها بالكامل وتحويل المخيمات إلى برك ومستنقعات موحلة، مما يتسبب في إتلاف ما تبقى من ممتلكاتهم.

هناك نقص كارثي في الملابس الشتوية والبطانيات ووسائل التدفئة (مثل غاز الطهي أو الوقود)، مما يجعل البرد القارس يهدد الأطفال وكبار السن بالوفاة جراء انخفاض حرارة الجسم.

أدى القصف الإسرائيلي المتواصل طوال عامين إلى تدمير واسع لشبكات الصرف الصحي، مما يعني أن مياه الأمطار تختلط بمياه الصرف الصحي، ما يرفع بشكل كبير خطر انتشار الأمراض المعدية، مثل التهابات الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية والهضمية، خاصة في أماكن النزوح المكتظة.

فيما تعمل المستشفيات بطاقة جزئية وتفتقر إلى الأدوية الأساسية والكوادر الطبية للتعامل مع الزيادة المتوقعة في الأمراض المرتبطة بالشتاء.

الاستغاثات والقيود على المساعدات

تتواصل المناشدات الدولية والمحلية لإنقاذ النازحين، حيث حذرت منظمات إنسانية مثل الأونروا وأطباء بلا حدود من كارثة وشيكة.

تشير التقارير إلى استمرار القيود على دخول مواد الإيواء الشتوي الأساسية، مثل الخيام والشوادر المقاومة للمياه والبطانيات.

هناك تقديرات بأن مئات الآلاف من الأشخاص (أكثر من 900 ألف شخص) يعيشون دون حماية كافية ضد البرد والأمطار.

هذه الظروف تجعل فصل الشتاء الحالي يشكل “معركة قاسية يومية للبقاء على قيد الحياة” بالنسبة للسكان في غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى