فوز عربي مشرف: انتخاب الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا لمنظمة اليونسكو

بقلم: الدكتورة ميرفت إبراهيم – كاتبة وسفيرة سلام لدولة قطر، وسيدة أعمال
بكل فخر واعتزاز، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سعادة السفير الدكتور خالد العناني بمناسبة انتخابه مديرًا عامًا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في إنجاز عربي مشرف يعكس ما تمتلكه الكفاءات العربية من علم ورؤية وحكمة قادرة على قيادة مؤسسات الأمم المتحدة نحو مزيد من الإشعاع الحضاري والإنساني.
ويُعد هذا الفوز التاريخي انتصارًا للثقافة والمعرفة والسلام، حيث يجسد الدكتور خالد العناني نموذج القائد المثقف الذي يجمع بين الفكر الأكاديمي العميق والرؤية الإنسانية المتوازنة. فقد عُرف بجهوده في حماية التراث الإنساني، وإدارته الحكيمة لوزارة السياحة والآثار في مصر، وإسهاماته المتميزة في إعادة إحياء الهوية الثقافية على المستويين العربي والعالمي.
وبالنسبة لي شخصيًا، فإن هذا الفوز يحمل معنى خاصًا وعميقًا، إذ أفخر بانتمائي إلى عائلة العناني من جهة جدتي، تلك العائلة التي أنجبت قامات علمية وثقافية تركت أثرًا واضحًا في الوجدان العربي. هذا الارتباط الأسري يضفي بعدًا وجدانيًا على فرحتي بهذا الإنجاز، ويعزز شعوري بالانتماء المشترك بين مصر وقطر، بلدَي الثقافة والنهضة والحوار.
“فوز الدكتور خالد العناني هو فوز لكل عربي يؤمن بأن الثقافة لغة للسلام، وأن التراث هو ذاكرة الإنسانية التي تجمع ولا تفرق.”
— الدكتورة ميرفت إبراهيم
ويأتي هذا الإنجاز متسقًا مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع التعليم والثقافة في قلب التنمية الشاملة. فاليونسكو شريك رئيسي لدولة قطر في دعم التعليم وتمكين المرأة والشباب، وحماية التراث الإنساني، مما يجعل انتخاب الدكتور العناني فرصة لتعميق التعاون العربي في المجالات الثقافية والتقنية والتعليمية.
إن قيادته المنتظرة لليونسكو تمثل بداية مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك داخل المؤسسات الأممية، تُعيد للعالم العربي مكانته كمنارة فكرية وإنسانية قادرة على الإسهام في تشكيل مستقبل أكثر عدلاً وتسامحًا. كما تُبرز أهمية الدبلوماسية الثقافية في ترسيخ السلام والحوار بين الشعوب، وهو ما يتناغم مع توجهات دولة قطر وجهودها في نشر ثقافة التفاهم الإنساني.
وبصفتي كاتبة وسفيرة سلام لدولة قطر وسيدة أعمال وعضو رابطة سيدات الأعمال القطريات، أعتبر هذا الفوز رسالة أمل للأجيال العربية الجديدة بأن الإبداع والالتزام المعرفي هما الطريق الحقيقي لصنع التغيير.
ختامًا، أتوجه بأصدق التهاني لسعادة السفير الدكتور خالد العناني، متمنية له كل التوفيق والنجاح في مهمته السامية، وأن تظل منظمة اليونسكو تحت قيادته منبرًا للسلام والحضارة، تجسد روح التعاون الإنساني التي تجمع بين الأمم، وتُكرّس القيم التي نؤمن بها جميعًا في عالم يسوده العلم، والثقافة، والمحبة.



