الكفاءة تنتصر وتضع مصر في المقدمة .. فوز مستحق للدكتور خالد العناني

إعداد – د/ شيماء المتعب
يُعد فوز الدكتور خالد العناني مديرا عاما لليونيسكو بداية و محطة مهمة ومؤثرة في مسار المشهد العام في مصر، ليس فقط كحدث عابر أو نتيجة انتخابية تقليدية، بل باعتباره دليلًا واضحًا على أن العمل الحقيقي، والخبرة الميدانية، والإنجاز على الأرض، لا يمكن أن تُزاح جانبًا مهما تعددت الأصوات واختلفت الاتجاهات.
الدكتور خالد العناني يمتلك سجلًا ثريًا وممتدًا من العطاء الوطني على مستوى الملفات الأثرية والسياحية والثقافية، فقد قدّم نموذجًا مختلفًا في الإدارة والاستراتيجية، حيث اندمجت الهوية المصرية القديمة مع الحاضر في مشروع وطني واسع، نجح من خلاله في نقل صورة مصر للعالم كقيمة حضارية وإنسانية فريدة، وليس مجرد دولة تمتلك آثارًا تاريخية. هذا الفكر المتوازن بين الهوية والتطوير هو ما صَنَع الفارق، وهو ما جعل اسمه حاضرًا في مساحات تتجاوز حدود منصب أو فترة وزارة.
إن هذا الفوز لم يكن صدفة، ولم يكن وليد لحظة، بل هو تراكم سنوات من العمل والتفكير والقدرة على اتخاذ القرار، والتواجد التنفيذي المباشر في الملفات الحساسة، وقد أثبتت التجربة أن المجتمع المصري لا يزال يمنح ثقته لمن يمتلك رؤية واضحة وعقلاً وعلمًا ومشروعًا حقيقيًا.
اليوم وبعد هذا الفوز، تزداد المسؤولية، وتتوسع مساحة التوقعات. الشعب ينتظر خطوات أكثر قوة، رؤية أكثر عمقًا، ومشاريع أكثر تأثيرًا. غير أن ما يبعث على الاطمئنان أن الدكتور خالد العناني من الشخصيات التي تعوّدت أن تصنع نتائج لا تصريحات، وأن تقدّم عملًا لا ضجيجًا.
في زمن صعب، مليء بالتحديات والاستقطابات والمتغيرات السريعة، يأتي هذا الفوز بمثابة رسالة أمل وإشارة طمأنينة: أن مصر لا تزال قادرة على إعادة الاعتبار للكفاءة والعلم والقدرة، وأن خطوات المستقبل تحتاج وجوهًا تعرف الطريق وتعرف قيمة تاريخ هذا الوطن ومستقبله.
ختام: مبروك للدكتور خالد العناني هذا الفوز الغالي المستحق.. ومبروك لمصر أن مشهدها السياسي والعام لا يزال قادرًا على إنتاج نماذج تثبت أن الجدارة هي الطريق الصحيح، وأن الوطن يستحق دائمًا الأفضل.
وأخيرا وليس أخر عاشت مصر قائده للعالم بعزيمة وإرادة أبنائها



