أمنية طارق سلامة تكتب: اقتصاد الحروب…من يربح من النزاعات العالمية ؟! وهل هناك منتصر؟

 

 

 

أسئلة كثيرة تُطرح علي الساحة العالمية والدولية بشأن تأثير النزاعات العالمية علي الساحة  الدولية وعلي الإقتصاد وتأثيرات ذلك علي تأرجح الإقتصاد وتراجع مؤشرات النمو الاقتصادي الي أدني  مستويات الإنخفاض وتباطؤ النمو الاقتصادي .

ولأن ذلك أصبح الهدف الرئيس والأساسي في سياسات بعض الدول التي تحتكر السُلطة والنفوذ والمال أصبحت حروب الجيل الرابع هي خطط تكتيكية واضحة واستراتيجية من أجل المال .

ولذلك نجد أن الحروب تعدت من كونها حروب سياسية بين دول ونزاعات مُسلحة إلي حروب تكتيكية تبحث عن خطط بديلة ،وحروب تُصنع من أجل المال لا السياسة .

ولكن هذا النظام العالمي الجديد غير مُعلن ويمر وفق ترتيبات وسياسات دول تدخل في الصراع وأطراف النزاع بشكل أو بآخر أو بطريقة أو بأخرى .

ومن الأسئلة المطروحة بقوة في هذا المقال من يربح عندما يخسر الجميع ؟ وهل هناك مُنتصر ؟

الجواب لايوجد منتصر الكل سيخسر وكافة الأطراف المعنية بدوائر الصراع والنزاعات ستنزلق في دوائر من الصراع التي لا تنتهي وفقاً لتغير معطيات الواقع ووفقاً لتغير مُجريات وحوادث الأمور وتسارع وتيرة النزاعات الي مالايُحمد عقباه.

ولكن لابد أن تعي جيدا أيها القارئ إلي أن نظام  العولمة يقتضي ضرورة وجود قوي عظمي تقوده سواء بقوة السلاح أو بقوة الاقتصاد والمال والرابح الوحيد هو من يمتلك القوة الاقتصادية المهيمنة ويمتلك سُلطة إقحام العالم في النزاعات المتعاقبة والمتلاحقة ، للإستفادة القصوي من تضارب النمو  الاقتصادي بين الدول ومن ثمَ انتهاز الفرص لجلب المال ،وحدوث مايسمي بالتضخم .

ومن المعروف أن فرض سياسة  التضخم  علي  مقدرات بعض الدول هو يمثل صورة من صور سُلطة جلب المال في سياسات بعض الدول المتقدمة، وهو صورة مُصغرة لنظام الاحتكار العالمي في سياسة بعض الدول المهيمنة.

لذا نجد أن هناك اقتصاد عالمي قائم علي استمرار الأزمات ليفرض هيمنته وسيطرته علي الدول النامية المُقحمة في دوائر الصراع ..كالحرب في السودان  والحرب الإسرائيلية الأزلية المشتعلة علي غزة والصراع الدائر بين الهند وباكستان وكذلك النزاع والتوترات الدائمة بين الصين وتايوان وكذلك مايحدث من مشاحنات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وكذلك الحرب الكبري المشتعلة منذ خمس سنوات مابين روسيا وأوكرانيا ودخول إيران في حرب  مع إسرائيل بهدف إنهاء قدرات إيران  والتخلص من برنامجها النووي ،  اذاً من المستفيد جراء هذا الصراع ؟

كذلك لابد من التوصل لبحث كيفية تغيير الحروب علي اسعار النفط والغذاء والطاقة في العالم لأن تصاعد الحروب والنزاعات العالمية يؤول في نهاية المطاف الي كسر شوكة الدول النامية واستغلال مواردها وثرواتها من خلال الهيمنة والسيطرة عليها وعلي مُقدراتها .

ولذلك نجد أن تأثير الحروب يضغط علي اقتصاد الدول النامية ويُحجم قدراتها الاقتصادية لشل القُدرة علي  مواصلة النمو و المؤشر الإنمائي بل جعل هذه الدول تشهد مستويات ومنحنيات إنمائية منخفضة لسلب قدراتها واستنزاف ثرواتها الطبيعية من وجهة نظر أن البقاء للأقوي والعبث بمقدرات الشعوب علي نحو يجلب التدهور والفقر والتضخم وتراكم الديون و من ثم دخول الدول النامية في برامج سلة الغذاء وحدوث المجاعات.

لذا المهم أن نطرح سؤالاً مهماً من الذي سيدفع الثمن؟ وللإجابة علي هذا التساؤل لابد من دراسة دوائر الصراع وبحث اسباب النزاعات العالمية  ومن ورائها ومن يدعمها ويُمولها لإستنزاف الاقتصاد العالمي وسط كل هذا الضجيج وصراع المال والأعمال  ، وتسجيل مؤشراته الي ادني مستوي لصالح اقتصاده بوصفهِ أكثر الدول المُهيمنة اقتصادياً وتبقي النزعة الغالبة للإقتصاد بمفراداته العالمية هي سياسات المال والأعمال لا السياسة والذي يضمن البقاء  للأقوي .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى