الاعلامية إسراء الصفتي تكتب:مصر تكتب فصلا جديدا من التاريخ.. افتتاح المتحف المصري الكبير
في رُحاب المتحف تتحد أنفاس الفراعنة مع أنفاس الزائرين، فتروي الجدران حكاياتٍ من آلاف السنين، وتحيا المومياء بنبض الحكاية، لا بروح الجسد. هناك، يتجلّى توت عنخ آمون في مجده الكامل، تحيط به كنوزه التي طالما أبهرت العيون وألهمت الخيال، في عرضٍ يليق بملكٍ تحدّى الموت ليحيا في ذاكرة الإنسانية، ليشكّل افتتاح المتحف المصري الكبير حدثًا تاريخيًا استثنائيًا ينتظره العالم بأسره، فهو ليس مجرد متحف بالمعنى التقليدي، بل بوابة إلى الزمن، وجسر بين الحاضر وأمجاد الماضي، على أعتاب الأهرامات، حيث يقف الزمان مبهورًا بعظمة الإنسان المصري القديم، يرتفع هذا الصرح العملاق شاهدًا جديدًا على عبقريةٍ لا تعرف الفناء.
سيكون هذا الافتتاح لحظةً تحتفي فيها الأرض بتراثها، وتصفّق فيها الحضارات احترامًا لموطن البدايات، حيث ولدت الفكرة، ونقشت الحكاية على جدران الخلود، وليس المتحف المصري الكبير مجرد بيتٍ للآثار، بل هو قصيدة من حجرٍ وضوءٍ وزجاج، تجمع بين الفن والهندسة، بين عبق التاريخ ووهج المستقبل، إنه رسالة من مصر إلى العالم تقول فيها: ” ها نحن نعيد كتابة التاريخ لا بالحروف بل بالأعمدة
والتماثيل والضوء”..
وكما يشكّل افتتاح المتحف المصري الكبير بحضور رؤساء دول العالم وقادة المؤسسات الدولية حدثًا ذا دلالة عميقة تتجاوز حدود الثقافة والآثار، ليصبح رسالة واضحة تؤكد مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية، فاختيار كبارالشخصيات الدولية لحضور الافتتاح يعكس احترام العالم للحضارة المصرية القديمة ويعطي دفعة قوية لصورة مصر كوجهة آمنة، مستقرة، ومهيأة لاستقبال السياح من مختلف الدول.
وكما أنه يمثل أيضًا محركًا قويًا لقطاع السياحة في مصر،فوجود صرح ثقافي بهذا الحجم بجوار أهرامات الجيزة يعزز من مكانة مصر كوجهة عالمية رائدة للسياحة الثقافية، ويسهم في خلق فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد الوطني من خلال تنشيط الحراك السياحي والاستثماري في المنطقة المحيطة.



