سلسلة أسماء الله الحسنى .. “الرحيم ” من الشفقة والرأفة ويخاطب به المؤمنين دون غيرهم

كتبت سوزان مرمر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ان لله تسعة وتسعون اسم مائة الا واحد من أحصاها دخل الجنة ”

ننشر اليوم اسم الله الرحيم الذي هو من معنى  الشفقة، والرأفة، ويحمل من المسامحة الإلهية لعباد الله المؤمنين الشيء الكثير..

هو سبحانه الرحيم الذي خلق، هو الرحيم الذي رزق، هو الرحيم الذي هدى، هو الرحيم الذي خلق السموات والأرض، هو الرحيم الذي جعل الظلمات والنور، هو الرحيم الذي سخر الشمس والقمر دائبين، وجعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا.. {﴿ قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَآءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾﴿ قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ ﴿ وَمِن رَّحْمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا۟ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا۟ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾}

اسم الله ( الرحيم) هو أحد أكثر الأسماء الحسنى حضورا في حياتنا اليومية، يحضر على ألسنتنا، ويمر كريما على أسماعنا، وفي صلواتنا، وفي دعواتنا، وفي أورادنا، وفي ترتيلنا للآيات البينات آناء الليل وآناء النهار.. {﴿ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾﴿ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ ﴾﴿ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ﴾﴿ مَٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ ﴾﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾} اسم الله ( الرحيم) يحملنا حملا على حسن الظن بالله تعالى، ويحملنا حملا على الثقة في سعة عفوه وعظيم كرمه سبحانه وتعالى، وخذوا على ذلك مثالا: ورد اسم الله (الرحيم) في القرآن الكريم مقرونا باسم الله ( الرحمن) كما في قوله تعالى ﴿هُوَ ٱلرَّحْمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ للدلالة على سعة الرحمة..

وهنا نتوقف قليلا لنقول: إن بين اسم الله ( الرحمن) وبين اسم الله ( الرحيم) تقارب وبينهما تباعد نسبي طفيف ..

أما التقارب فإن الله تعالى هو (الرحمن) والله تعالى هو( الرحيم) ومن التقارب بينهما أن اسم الله (الرحمن) مشتق من الرحمة، واسم الله (الرحيم) مشتق أيضا من الرحمة.. ومن التقارب بين اسم الله ( الرحمن) وبين اسم الله (الرحيم) أنهما من صيغ المبالغة وإن كان الرحمن أبلغ من الرحيم لأن زيادة المبنى تفيد زيادة المعنى..

أما التباعد النسبي الطفيف بين اسم الله ( الرحمن) وبين اسم الله ( الرحيم) فسببه أن اسم الله الرحمن أوسع من اسم الله الرحيم، اسم الله الرحمن يستهدف المؤمن ويستهدف غير المؤمن، ويصيب الرحمن برحمته الصالح وغير الصالح..

أما الرحيم فهو خاص فقط بالمؤمنين ولا يستهدف غيرهم ولذلك قال الله تعالى عن نفسه {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}

ومن أسباب التباعد النسبي الطفيف بين اسم الله ( الرحمن) وبين اسم الله ( الرحيم) أن عمل اسم الله الرحمن في الدنيا أوسع من عمله يوم القيامة، أما عمل اسم الله الرحيم فهو يوم القيامة أوسع من عمله في الدنيا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى