لن يعود قبل ألف عام، مذنب نادر يقترب من الأرض ويظهر في مصر لمدة أسبوعين

اقتراب مذنب نادر من الأرض، كشف الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفيزياء الفلكية ورئيس قسم الفلك الأسـبق في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية، عن اقتراب مذنب ليمون النادر من الأرض، حيث يظهر في 21 أكتوبر الجاري، ويُعد ظهوره واحدا من أندر الأشياء، فلن يعود المذنب للظهورة مرة أخرى إلا بعد أكثر من 1000 عام، بسبب كونه مذنب طويل الدورة أو غير دوري، ويستغرق مداره حول الشمس نحو 1150 سنة.
مذنب ليمون يقترب من الأرض
وعن مدى إمكانية رؤية مصر للمذنب، الذي سينير سماء الكرة الأرضية في 21 أكتوبر الحالي، أكد الدكتور اشرف تادروس أن مصر يمكنها رؤية المذنب، الذي يقترب من الأرض، قبل شروق شمس 21 أكتوبر الجاري.
وقال الدكتور أشرف تادروس: إن “هذا المذنب اسمه العلمي C/2025 A6 والمعروف باسم (مذنب ليمون Lemmon)، الذي تم اكتشافه في يناير الماضي بواسطة مرصد Lemmon بولاية أريزونا الأمريكية وهو سبب تسميته”.

وأكد الدكتور تادروس أن “هذا المذنب يقترب من الأرض يوم 21 أكتوبر 2025، وبحسب موقع مصر يمكننا رؤيته قبل شروق الشمس حتى يوم 21 أكتوبر، ولكن أفضل أوقات للرصد بعد ذلك ستكون باتجاه الغرب بعد غروب الشمس، ودخول الليل في الفترة من 21 أكتوبر حتى منتصف شهر نوفمبر تقريبًا”.
وقال الدكتور أشرف تادروس: “يظهر المذنب أولًا في كوكبة بؤوتس Bootes (العواء) في محيط النجم اللامع أركتاريوس Arcturus (السماك الرامح أو حارس السماء) في الفترة 21 – 24 أكتوبر، ثم ينتقل لكوكبة الحواء Ophiuchus (حامل الثعبان) من 25 أكتوبر حتى منتصف نوفمبر”
يمكن رؤية هذا المذنب بالعين المجردة في مصر
وأوضح تادروس، أنه “يمكن رؤية المذنب بالعين المجردة السليمة في هذه الأوقات، ولكن في أجواء مظلمة تماما بعيدا عن التلوث الضوئي، في سماء صافية خالية من السحب والغبار.. علمًا بأنه يظهر للعيان كنجمة خافتة.. ولذلك يفضل دائما استعمال التلسكوب لرؤية تفاصيل المذنب من رأس وذيل وخلافه..”

وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زهرة،عن اقتراب المذنب من الأرض: إن “المذنب C/2025 A6 المعروف باسم “ليمون” يقترب من الأرض، وسيصل إلى أقرب نقطة له يوم 21 أكتوبر 2025 على مسافة تقارب 89.2 مليون كيلومتر، مع توقع أن يبلغ سطوعه بين +3.5 و+4.4 ما يجعله من المذنبات النادرة، التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة من مواقع مظلمة بعيدًا عن التلوث الضوئي للمدن ويتزامن ذلك مع ذروة شهب الجباريات ما يوفر فرصة لرصد ظاهرتين فلكيتين معًا في سماء مظلمة”.
وأكد أبو زهرة أنه “تم اكتشاف المذنب في 3 يناير 2025 بواسطة مرصد جبل ليمون في ولاية أريزونا الأمريكية، وقد بدا في البداية ككويكب خافت بقدر ظاهري +21.5، لكن الرصد التالي أظهر نشاطًا واضحًا ليؤكد أنه مذنب طويل الدورة قادم من أعماق سحابة أورت، التي تُعد المصدر الرئيس لمعظم المذنبات البعيدة في النظام الشمسي”.
المذنب ليمون لن يعود للأرض قبل 1000 عام
وكشف الفلكي أبو زهرة حقائق مذهلة عن المذنب ليمون، فقال: “المذنب ليمون يصف كمذنب طويل الدورة أو غير دوري، أي أنه لن يعود للظهور إلا بعد أكثر من ألف عام، ويستغرق مداره حول الشمس نحو 1150 سنة كما يمتاز بمدار شديد الميل والانحراف إذ يبلغ ميله نحو 143.6 درجة ما يعني أن حركته عكسية بالنسبة لحركة الكواكب. وتبلغ استطالته المدارية 0.9957 ما يشير إلى أنه يسير في مدار بيضاوي ممدود للغاية قادم من المناطق الخارجية للنظام الشمسي”.
وتابع أبو زهرة: إنه “في أوائل أكتوبر 2025 رصدت المراصد وجود ذيل أخضر شاحب ناتج عن انبعاث الغازات من نواة المذنب الجليدية كما سجلت بعض المراصد حوادث انقطاع مؤقت للذيل نتيجة تأثير الرياح الشمسية”.
وبين أن فجر يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 يُعد أفضل وقت لمتابعة المذنب في الدول العربية، حيث يمكن رؤيته قبل شروق الشمس في الأفق الشمالي الشرقي بارتفاع يتراوح بين 15 و25 درجة مع رؤية أفضل في بلاد الشام وشمال أفريقيا، بينما تكون الرؤية أكثر تحديًا في اليمن وسلطنة عمان وجنوب الجزيرة العربية بسبب انخفاضه في الأفق”.
ظهور المذنب حدثًا فلكيًا نادر لجرم سماوي قادم من أعماق الفضاء
وأشار إلى أنه “يمكن استخدام المنظار أو التلسكوب الصغير لرؤية الذيل الأخضر الممتد بوضوح أكبر وهو يمتد باتجاه الشمال الغربي أي في الاتجاه المعاكس لموقع الشمس”.

ويتوقع أن يزداد سطوع المذنب تدريجيًا حتى أواخر أكتوبر وبداية نوفمبر مع اقترابه من الشمس ثم يبدأ بالتراجع بعد مرور نقطة الحضيض الشمسي في 8 نوفمبر 2025 عند مسافة 79.1 مليون كيلومتر تقريبًا أي أقرب قليلًا من مدار كوكب الزهرة وقد تحدث مفاجآت غير متوقعة مثل نشاط مفاجئ أو تغييرات في نواة المذنب، حسبما قال الفلكي ماجد أبو زهرة.
وأكد أبو زهرة أن “المذنب C/2025 A6 يمثل حدثًا فلكيًا نادر وفرصة لرصد جرم سماوي قادم من أعماق الفضاء، ويعد هذا المرور القريب من الأرض فرصة للاستمتاع بمشهد كونٍي بديع يزين سماء أكتوبر، وللحصول على أفضل تجربة للرصد ينصح بالابتعاد عن أضواء المدن واختيار المناطق الصحراوية أو المرتفعات المظلمة وبدء المراقبة قبل الفجر بساعة تقريبًا”.