رينال عُويضة تكتب “مصر… حين تُمسك بزمام الشرق من جديد”

 

لم تكن شرم الشيخ هذه المرة مدينة للسلام فحسب، بل منصة أعادت رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد.
ففي لحظةٍ فارقة من تاريخ المنطقة، وبين ركام حربٍ أنهكت الأرواح وأحرقت الأمل، خرجت مصر لتقول للعالم: ما زال في هذه الأمة عقلٌ يُدير وقلبٌ يُنقذ.

من رحم الفوضى ودماء الأبرياء، ولدت لحظة “وقف النار”، لا كهدنة عابرة، بل كتحوّل استراتيجي عميق يُعيد ترتيب موازين القوى.
مصر – بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي – لم تدخل الحرب بالسلاح، بل دخلتها بالحكمة.
لم ترفع راية المنتصر أو المهزوم، بل رفعت راية الإنسانية، وفرضت من جديد مكانتها كـ صاحبة القرار لا المراقب.

في وقتٍ كانت فيه الحسابات الإقليمية معقدة كرقعة شطرنج، تحركت القاهرة بثبات اللاعب الذي يرى خمس نقلات إلى الأمام.
أدارت التناقضات بين القوى الكبرى دون أن تفقد بوصلتها العربية، وتحدثت بلغة يفهمها الجميع: لغة المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.
تواصلت مع واشنطن، تنسّقت مع الدوحة، وحاورت تل أبيب والفصائل الفلسطينية، لتصنع من خطوط النار طريقًا إلى طاولة السلام.

السياسة ليست شعارات، بل قدرة على قراءة اللحظة…
وهنا يظهر دهاء الدولة المصرية.
فبينما كان الآخرون يكتفون بالبيانات، كانت القاهرة تُبني جسورًا من التفاهم، وتُغلق نوافذ التصعيد واحدة تلو الأخرى.
بصمتٍ وهدوء، جعلت من شرم الشيخ رمزًا جديدًا للسلام لا على الورق فقط، بل على الأرض التي طالها الدمار.

اليوم، لم تنتصر مصر في معركة حدود، بل في معركة عقول.
أثبتت أن الدبلوماسية حين تكون مصرية، تتحول من “أداة سياسية” إلى “فن إنساني”.
وأن القيادة حين تمتلك الرؤية، يمكنها أن توقف حربًا لم توقفها البنادق.

لقد أدارت مصر المشهد كله بـ ذكاء استراتيجي نادر.
احتوت التصعيد، وأعادت الثقة بين الخصوم، وقدّمت للعالم نموذجًا جديدًا من القوة:
قوة لا تُقاس بعدد الصواريخ، بل بعدد الأرواح التي نجت بفضل قرارٍ حكيم.

وفي نهاية المشهد، يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي كـ مهندس لسلامٍ صعب المنال، صنعه من بين ركام الخلافات والضغوط، ورسم به ملامح شرقٍ جديد يؤمن بالحوار لا بالدم.
من شرم الشيخ خرجت رسالة واضحة:
أن مصر ليست دولة تُتابع الأحداث، بل دولة تصنعها.

لأن مصر، كما كانت دائمًا،هي التي تُطفئ الحروب حين يعجز الآخرون عن الكلام،
وهي التي تعرف أن السلام لا يُولد من الضعف،
بل من قوة تعرف متى تمسك السيف… ومتى تضعه في غمده

#مصر #شرم_الشيخ #السلام #وقف_اطلاق_النار #تحيا_مصر #عبدالفتاح_السيسي #القوة_الناعمة #الدبلوماسية_المصرية #صوت_العقل #مصر_تصنع_السلام #الشرق_الأوسط #ريادة_مصرية #السياسة_الخارجية #حنكة_مصرية #فخر_مصر #بقلم_رينال_عويضة #رينال_عويضة #Reinal_Oweida #ReinalWrites #EgyptForPeace #EgyptLeads #SmartDiplomacy #SharmElSheikh #PeaceMadeInEgypt

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى