إسبان يكشفون مفاجآت بعد خروجهم من سجون الاحتلال: رسالة من دولة فاشية

من ساحات الحرية ودعم الإغاثة إلى قيد الأسر وفظاعة القسوة، هكذا عاد النشطاء الإسبان المشاركين في «أسطول الصمود» إلى مدريد بروايات تدمي القلب وتصدم العقل يكشفون فيها عن ظلم صارخ وظلمات الزنازين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فبعد تحريرهم أطلقوا صرخات استنكار مدوية، كاشفين في تصريحاتهم لوسائل الإعلام الإسبانية عن ظلم صارخ وانتهاكات مروعة وتعذيب ومعاملة لا إنسانية تعرضوا لها في ظلمات زنازين الاحتلال.

وفي استقبال شعبي حاشد بمدريد من ذويهم ومؤيديهم الذين لوحوا بالأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات منددة بالإبادة الجماعية في غزة؛ تحول وصول 21 ناشطًا إسبانيًا من أصل 49 شاركوا من «أسطول الصمود» إلى محاكمة علنية للممارسات الإسرائيلية، إذ أطلقت شخصيات بارزة مثل العمدة السابقة لبرشلونة آدا كولاو، وعضو الحزب الجمهوري الكتالوني خوردي كوروناس، اتهامات مباشرة بالتعذيب والإساءة الممنهجة داخل السجون لم تكن الروايات مجرد شهادات عن حرمان من الماء، بل كشفت عن رسائل فاشية واضحة خطتها سلطات الاحتلال للنشطاء، مؤكّدة أنَّ الإغاثة والرحلة التضامنية المتجهة إلى قطاع غزة تحولت إلى قسوة لا تُصدق، وفق ما ذكرته الهيئة الوطنية العامة للإذاعة والتلفزيون في إسبانيا «rtve».

ممارسات تعسفية وإساءة ممنهجة
في شهادة صادمة، أدلت عمدة برشلونة السابقة بتصريحات عقب تحريرها من سجون الاحتلال الإسرائيلي، موضحة أنَّهم تعرضوا لممارسات تعسفية وإساءة منهجية، وأن عملية نقلهم من السفينة إلى المطار كانت «قاسية للغاية»، حيث حُرموا حتى من الماء.

الأكثر صدمة كان الوصف الذي قدمته «كولاو» لوضعهم داخل السجن، إذ تمّ وضعهم في زنازين تطل على ساحة تتوسطها صورة ضخمة لمدينة غزة المدمرة، كُتب عليها باللغة العربية: «مرحبًا بكم في غزة الجديدة»، واصفة هذا المشهد بأنَّه «رسالة واضحة من دولة فاشية»، مؤكّدة أنّها احتُجزت في سجن شديد الحراسة «انتهكت فيه جميع حقوقهم الإنسانية وتعرضوا لمعاملة مهينة وسوء معاملة متكرر».

عمدة برشلونة

توقيع مزور وضرب وحرمان
تفاصيل تجاوزت حدود الانتهاكات الإنسانية تعرّض لها النشطاء قبل ترحيلهم؛ كشفها جوردي كوروناس عضو الحزب الجمهوري الكتالوني، مشيرًا إلى أنَّ الضباط الإسرائيليين طلبوا منهم التوقيع على وثيقة تعترف بأنّهم قادة للسفن ودخلوا البلاد بشكل غير قانوني، وأنهم يوافقون على مصادرة القوارب، وعند رفضهم التوقيع، تولى الضباط ببساطة تزوير توقيعهم نيابة عنهم، في خطوة تكشف التجاوزات الممنهجة في التعامل مع النشطاء.

لم تقتصر الانتهاكات على الإساءة النفسية، فقد كشف النشطاء العائدون عن تفاصيل مرعبة للتعذيب الجسدي وسوء المعاملة الممنهج داخل السجون الإسرائيلية، إذ أفاد نشطاء آخرون بأنَّهم قيدوا وتعرضوا للضرب وحُرموا من الماء الصالح للشرب والطعام، وقال أحدهم: «ظللنا لمدة 7 ساعات وأيدينا مقيدة خلف ظهورنا، جالسين على الأرض دون فراش ليلًا، بينما كان الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير يتجول حولنا»

فيما أضاف ناشط آخر أنَّ الصحفيين ضمن الأسطول كانوا هدفًا لعنف مضاعف ومعاملة أكثر قسوة بمجرد التعرف عليهم، فيما حكى ناشط ثالث أنَّ الانتهاكات الجسدية والنفسية تكررت طوال أيام الاحتجاز، مشيرًا إلى أنّهم تعرضوا للضرب والسحب على الأرض، ووثقت أيديهم وأرجلهم، وعُصبت أعينهم، وتعرضوا للإهانات، ومنعوا من النوم ومن تلقي الرعاية الطبية.

بدوره، أوضح أحد أعضاء البعثة الإعلامية أنَّ الصحفيين ضمن الأسطول كانوا هدفًا لعنف مضاعف ومعاملة أكثر قسوة، فور التعرف عليهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى