رينال عُويضة تكتب “الزمالك… حين تتشابه الصدمات وتتكرر الحكاية”

 

 

في كرة القدم، لا تُقاس الخسارة دائمًا بعدد الأهداف، بل بوقعها في القلوب. والزمالك في أيامه الأخيرة لا يخسر فقط النقاط، بل يخسر شيئًا أعمق… الإحساس بالثقة، ذلك الشعور الأبيض النقي الذي كان يملأ المدرجات حتى في لحظات الهزيمة.

مباراتان كانتا كافيتين ليفتحا أبواب الوجع من جديد..تعادل بلا طعم أمام غزل المحلة، ثم هزيمة في القمة أمام الأهلي، كشفت ما هو أبعد من سوء أداء. كشفت هشاشة الروح. بدا الفريق كمن يلعب وهو يحمل على كتفيه أوزاناً من الأسئلة: من المسؤول؟ أين الخطة؟ وكيف تسير سفينة بهذا الحجم بلا بوصلة؟!

اللاعبون – على موهبتهم – بدوا كأنهم يركضون في متاهة،تمريرات بلا إيقاع، دفاع مرتبك، وهجوم بلا خيال.
لا غياب للفن، بل غياب للتماسك ، حتى الجهاز الفني، بدا متردداً بين قرار وآخر، يبدّل الأسماء كمن يفتش عن مفتاح ضائع في غرفة مظلمة.

أما الإدارة، فهي حكاية أخرى من الصمت والتبرير..وعود تُقال، وحقائق تُؤجّل، وجماهير تتساءل: كيف لنادٍ بحجم الزمالك أن يعيش هذا التيه المالي والتنظيمي؟

لكن رغم كل ذلك، يبقى ما لا يُهزم ،تلك الروح البيضاء التي لا تموت مهما تكاثرت العثرات.
في كل مرة يُهزم فيها الزمالك، يخرج من بين رماده مشجع صغير يرفع علمه من جديد، ولاعب يرفض الاستسلام، وذكرى بطولة تهمس في الأذن: “لسنا من يُكسر بسهولة”.

ربما ما يحتاجه الزمالك اليوم ليس لاعبًا جديدًا، ولا مدربًا جديدًا، بل “قلبًا ابيض جديدًا” يُعيد الإيمان إلى العروق، ويذكّر الجميع أن الأبيض لم يكن يومًا مجرد لون، بل هو موقف.

حين يستعيد الزمالك روحه، سيتبدل كل شيء — لأن الأبيض لا يبهت، فقط يُرهق من الانتظار والصدمات .

 

#الزمالك
#رينال_عويضة
#الزمالك_الاهلي
#صوت_المدرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى