فنزويلا بين التهديد الأميركي والدفاع عن السلام في الكاريبي

فنزويلا بين التهديد الأميركي والدفاع عن السلام في الكاريبي
✍️ بقلم: شيرين رمضان
في ظل التصعيد الأميركي المتجدد في منطقة الكاريبي، تجد فنزويلا نفسها في مواجهة مفتوحة لا تهدد سيادتها فحسب، بل تنذر بزعزعة استقرار القارة اللاتينية بأكملها.
المؤتمر الصحفي الأخير للرئيس نيكولاس مادورو، الذي انعقد عبر تقنية “زووم”، شكّل رسالة مباشرة إلى الداخل والخارج: كراكاس لن تقبل بسياسة“القوة فوق القانون “
السلام.. الثروة الأغلى للشعب الفنزويلي
أكد مادورو أن السلام يمثل أعظم مكاسب الشعب الفنزويلي، مستندًا إلى مقولة تاريخية لزعيم الاستقلال سيمون بوليفار الذي اعتبر أن السلام هو “الملجأ والمجد والأمل”.
ومن هذا المنطلق، شدد الرئيس على أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن حقها في الاستقرار، مشيرًا إلى أن ملايين الفنزويليين يتدربون يوميًا لحماية وطنهم من أي تهديد خارجي.
عسكرة الكاريبي.. ذريعة بغطاء مكافحة المخدرات
انتقد الرئيس الفنزويلي الحشود العسكرية الأميركية في البحر الكاريبي، والتي تبررها واشنطن بذريعة مكافحة تهريب المخدرات. وأوضح بالأرقام أن 87% من المخدرات تتدفق عبر المحيط الهادئ إلى الولايات المتحدة، مقابل 5% فقط عبر الكاريبي،
وهو ما يكشف الطابع السياسي والأمني للتدخل الأميركي أكثر من كونه حملة حقيقية ضد الجريمة المنظمة.
وحذر مادورو من أن تحويل المنطقة إلى “مخزن بارود وصواريخ” قد يشعل حربًا إقليمية واسعة، تتناقض مع الإجماع القاري الذي صنّف أمريكا اللاتينية والكاريبي كـ منطقة سلام.
موقف إقليمي موحد
لم يكن الموقف الفنزويلي معزولًا؛ فقد سارعت مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (CELAC) إلى إصدار بيان وقّعت عليه 23 دولة، تندد فيه بالوجود العسكري الأميركي وتصفه بأنه تهديد مباشر للأمن الجماعي. هذه الرسالة الإقليمية حملت دلالة واضحة: القضية لم تعد تخص فنزويلا وحدها، بل تمس مستقبل القارة بأكملها.
المشهد في ميزان القانون الدول
تكشف الأزمة الراهنة عن صراع أوسع من حدود الكاريبي: هل يظل القانون الدولي المرجعية الحاكمة، أم أن منطق القوة سيبقى المعيار الفعلي للعلاقات الدولية؟ إن الدفاع عن سيادة فنزويلا يتجاوز البعد الوطني، ليصبح دفاعًا عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.
بين دعوة مادورو المتكررة إلى السلام وتحذيراته من عسكرة الكاريبي، يبقى السؤال مفتوحًا أمام المجتمع الدولي:
هل سينصت العالم لصوت العقل ويقف إلى جانب الاستقرار، أم يترك المنطقة على حافة مواجهة قد تمتد آثارها إلى النظام الدولي برمته؟