د.سالي صلاح تكتب: مصر لا تُستَدرَج

#من_غزة_للدوحة
حين يتحول أمن الكرسي إلى قضية… ويُدفن دم الشعوب في بيانات الندم!

من سنتين، غزة لم تُقصف فقط…
بل اختُبرت الأمة جمعاء.
هجوم استمر شهورًا،
بلا توقف، بلا رحمة، بلا حساب.
لم تكن “حربًا”، بل “تجربة معملية” لرصد رد الفعل العربي.
والنتيجة؟
صفر على كل المستويات.
العدو فهم الدرس:
“طالما لا تقترب من حدود الزعامات… فاقصف كما شئت.”

العدو ينقل المعركة إلى قلب الخليج،
إلى العاصمة التي طالما كانت “شريكًا في التهدئة”.
الدوحة تُضرب رسميًا.
وفجأة: قمة طارئة شجب لا يُشبه السابق تفعيل اتفاقيات
تحذيرات من “كسْر هيبة الأمة”
جميل. لكن… هل كانت الهيبة موجودة أصلًا حين سُحقت غزة؟
أم أن الهيبة لا تُستثار إلا عندما يُخدش تاج الحكم؟

إسرائيل لا تختبر فقط دفاعاتكم كوطن عربي… بل أولوياتكم.
هل الأمن القومي يعني حماية الأرض والناس؟
أم حماية المقعد والمراسم؟
الضرب في قطر لم يكن مجرد عملية عسكرية… بل رسالة صريحة:
“نستطيع الوصول إليكم في أي وقت… ولن تجدوا من يردعنا، لأننا جربناكم.”
لا خطوط حمراء لإسرائيل في سياستها الأمنية، ولا حدود في الجرأة.
إسرائيل تستغل انقسامات العرب وضعف التنسيق بينهم، لتنفيذ مخططات التفرد والسيطرة.
إسرائيل تراقب جيدًا الانقسام العربي الحاد، وأزمات المنطقة، فتخفض من وتيرة ردود الفعل الرسمية حتى لا تزعزع استقرار أنظمة أخرى.
إسرائيل تريد أن تبقي العرب منشغلين بالتقارير والبيانات، لتضمن بقاء هيمنتها بأدوات غير عسكرية أحيانًا، وأسلحة وتهديدات عسكرية في أحيان أخرى.
موقف الدول العربيه مخزي لا يتعدي اجتماعات وتصريحات وسحب السفير الاسرائيلي فقط واسرائيل تعلم ذلك لذا تطاولت علي قطر.
الدول العربيه تعرف ان مصر هي القوه و دوله الرياده ولاكن

إسرائيل بتعرف حدودها كويس. وعارفة إن في دولة اسمها “مصر”… عددها 120 مليون،
مسلحة تسليح كامل، وجيشها في قلب التصنيفات العالمية،
ومستعدة تدافع عن أرضها وسيادتها بأي تمن.
إسرائيل ما بتقربش من مصر… مش عشان مش قادرة،
لكن عشان عارفة النتيجة كويس.

لأن مصر مش بتكتفي بالرد بالكلام… مصر بترد بالفعل.
لأن حدودها مأمنة بأقوى أجهزة دفاع…
ولأن جيشها عقيدته وطنية، مش مؤقتة ولا مرتزقة.
ولأن تاريخها العسكري والسياسي يردع قبل ما يقاتل.

لأن مصر دولة مسؤولة،
ما ينفعش تهز اقتصادها، وتخاطر بأمن 120 مليون مواطن،
عشان تصلّح خراب دول تخلّت عن وحدتها، أو فرّطت في قرارها.
مصر مش هتكون درع للي ما بنوش لنفسهم درع.


هتفضل دايمًا الضهر الحقيقي للقضية الفلسطينية، ولكل مظلوم.
لكن التحرك المصري محسوب بالعقل، مش بالعاطفة.
لو الدول العربية مش قادرة تتفق على موقف موحد…
فماحدش يطلب من مصر تتحرك لوحدها، وتتحمل كل التبعات.

“مصر لا تُستَدرَج… مصر تختار توقيت المعركة ومكانها وشروطها.”
“ومَن يجهل قدر مصر… سيعرفه إذا اقترب منها.”

القوة الحقيقية للدول العربية مش في عدد الاجتماعات، ولا في صدى الكلمات… بل في القدرة على اتخاذ موقف موحّد… واضح… حاسم.
المطلوب مش “قمم طارئة”، المطلوب خطة استراتيجية ردعية،
تُلزم العدو وتحترم دم الشعوب، وتُثبت أن العرب مش مشهد… بل معادلة لا يمكن كسرها.
وإلا…
ستبقى كل عاصمة في انتظار دورها، بينما نكتفي بالنظر إلى الرماد.

سالي صلاح
خبيرة التخطيط الاستراتيجي | والتسويق الدولي
مبتكرة حلول النمو والتوسع وتحول مسارات الشركات في الأسواق المتقلبةCEO