كارثة داخل مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي بالدقي: عمليات مياه بيضاء تنتهي بتفريغ العين

داخل مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي بالدقي، تحولت أحلام عشرات المرضى في استعادة البصر إلى كابوس قاسٍ. عمليات يفترض أنها بسيطة لإزالة المياه البيضاء وزرع العدسات انتهت بمضاعفات خطيرة، بعدما أصيب عدد من المرضى بعدوى بكتيرية داخل غرف العمليات، ما أدى إلى فقدان أبصارهم نهائيًا في واحدة من أبشع وقائع الإهمال الطبي.
صرخة الأهالي: حلم العلاج تحول إلى مأساة
تحكي شروق، ابنة المريض محمد حسين عبدالعزيز، تفاصيل معاناة والدها قائلة:”دخل والدي لإجراء عملية مياه بيضاء يوم 31 أغسطس، وبعد ساعة إلا ربع في غرفة العمليات خرج فاقد البصر تمامًا، وعينه تنزف صديد بشكل مهول، ورغم ذلك سُلّم لنا على أنه بخير”.
وتتابع: “توجهنا مرة أخرى إلى المستشفى بعد آلام مبرحة وسخونة شديدة، وأكدت الفحوصات وجود عدوى بكتيرية خطيرة تحتاج إلى حقن داخل العين، لكن الأطباء كانوا يترددون في إعطائنا تقريرًا واضحًا. بعدها بيوم واحد، فوجئنا برئيس القسم يخبرنا أن العين لا بد أن تُفرغ بالكامل حتى لا تنتقل العدوى إلى المخ”.
حالات متكررة والعدوى واحدة
المأساة لم تتوقف عند حالة واحدة. الحاجة نجاح ربيع (65 عامًا) دخلت المستشفى لإجراء نفس العملية، لكن ابنتها رشا تروي:”منذ لحظة خروج والدتي ظهرت التهابات شديدة جدًا، ولم يتم عمل متابعة بعد العملية، بل طُلب منا إجراء سونار خارج المستشفى، وتبين أن هناك عدوى خطيرة تستلزم عملية عاجلة. لكن الاستشاري رفض تحويلها لمستشفى آخر وقال: لازم تفضل هنا عشان الموضوع مايتعرفش”.
وأضافت: “بعد أيام من الألم، قررت لجنة من وزارة الصحة تحويلها إلى القصر العيني، وهناك تم تفريغ العين نهائيًا. معنا تقارير طبية تؤكد أن العدوى مصدرها المستشفى نفسه، وأن أكثر من 15 حالة تعرضت لنفس المصير”.
لجنة تحقيق: العدوى مصدرها غرفة العمليات
وتابعت “لجنة من وزارة الصحة زارت المستشفى وأخذت عينات من غرف العمليات، وأثبتت نتائج الفحص أن العدوى البكتيرية جاءت من داخل المستشفى نفسه، ما فجر موجة غضب بين أهالي المرضى، الذين اتهموا الإدارة بالتستر على الكارثة وإصدار تقارير غير دقيقة عن حالة المصابين.
مطالبات بالمحاسبة والتعويض
وشددت النائبة إيرين سعيد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، على ضرورة التحقيق الفوري مع المسؤولين عن الحادث، قائلة: “هناك تقصير واضح من قسم مكافحة العدوى، والوزارة مطالبة بإعلان الحقيقة للرأي العام بشفافية، وضمان حقوق المرضى عبر القضاء والتعويض الفوري عن الأضرار الجسدية والنفسية”.
وزارة الصحة تتحرك
من جانبه، أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن الوزير أصدر قرارًا بتشكيل لجان فنية متعددة لفحص الواقعة، تشمل لجنة لمراجعة الأجهزة الطبية، وأخرى لمكافحة العدوى، بالإضافة إلى لجنة من أساتذة الجامعات لتقييم الإجراءات الجراحية، فضلًا عن لجنة إدارية لمراجعة نظم التشغيل والتعقيم داخل المستشفى.
مأساة إنسانية تستدعي الحسم
وبينما تترقب الأسر نتائج التحقيقات، يبقى المرضى ضحايا لخطأ طبي جسيم، فقدوا معه أبصارهم إلى الأبد, الكارثة فتحت الباب مجددًا للتساؤل حول معايير السلامة داخل المستشفيات الحكومية، وأهمية تطبيق إجراءات صارمة لمكافحة العدوى، حتى لا يتكرر ما وصفه الأهالي بـ”المجزرة الطبية”