الاء فرغلي فوزي تكتب: الرضا هو السر

إحنا بقينا نعيش وكأننا في سباق ما بيقفش.. سباق الكمال.
كل واحد عايز يبان في صورة “المثالي”.. بيت مرتب كأنه إعلان، شغل كله نجاحات من غير أي غلطة، وسوشيال ميديا مليانة صور ضحك وسعادة وكأن الدنيا مفيهاش وجع.
بس الحقيقة إن الكمال مش موجود.
إحنا بشر، والواقع دايمًا فيه الحلو وفيه المر. عندنا لحظات نجاح وفشل، فرح وحزن.. لكن اللي بيبان للناس هو الجزء المتزوق مش الصورة كلها.
المشكلة إننا ساعات بنصدق الصورة دي ونقارنها بنفسنا. نقول “هما عايشين صح.. وأنا لأ”، وننسى إننا مش شايفين غير مشهد قصير من فيلم حياتهم.
وساعات ييجي في بالي سؤال هو ليه بنرهق نفسنا نحاول نثبت إن حياتنا كاملة؟ ليه مش بنرضى باللي موجود ونستمتع بيه؟ يمكن عشان خايفين من كلام الناس.. أو يمكن عشان إحنا بقينا نحكم على بعض بالمظاهر مش بالحقيقة.
السباق ده بيخلينا ننسى الحاجات الصغيرة اللي هي أصل السعادة. ننسى نستمتع بقعدة بسيطة مع أهلنا، بضحكة جاية من القلب، أو حتى لحظة راحة بعد يوم طويل. بنجري ورا “الأفضل” ونفقد طعم “الكافي”.
والأجمل إن الحياة مش كاملة.. وده سرها. الغلطة اللي تعلمك، اللحظة اللي تفرحك من غير سبب، التفاصيل اللي بتبان بسيطة بس بتسيب جوه قلبك علامة.
الخلاصة:
الكمال مش هو الهدف.. الهدف الحقيقي هو الرضا.
لما ترضى بحياتك وتعيشها على طبيعتها، وتطور نفسك من غير ما تحرق أعصابك في سباق مالوش خط نهاية، هتكتشف إن السعادة قريبة أكتر مما كنت متخيل.
الرضا مش معناه توقف.. الرضا معناه تعرف تستمتع وأنت ماشي