الوزيرة انتصار عبود تكتب: في ذكرى إعصار دانيال

تمرّ علينا اليوم ذكرى إعصار دانيال ، تلك الكارثة الطبيعية التي لن تُمحى من ذاكرة ليبيا ، بما خلّفته من فقدٍ كبير وألم عميق ، وما زرعته فينا من مشاعر تضامن ووحدة لن ننساها.
نستحضر في هذه الذكرى أرواح الضحايا بكل خشوع ورحمة ، ونسأل الله أن يسكنهم فسيح جناته ، وأن يربط على قلوب ذويهم بالصبر والسلوان.
لقد كان إعصار دانيال اختباراً صعباً لوطننا ، لكنه في الوقت ذاته كشف عن معدن الشعب الليبي الأصيل .
فقد توحّد الجميع ، رجالاً ونساءً ، كباراً وصغاراً ، من أجل الإنقاذ والإغاثة والمساندة.
وفي قلب هذه الملحمة الإنسانية ، برز دور المرأة الليبية بشكل استثنائي ؛ فقد كانت الأم الحاضنة ، والزوجة الصابرة، والابنة السند، والمتطوعة في الميدان ، والطبيبة والممرضة التي قدّمت كل ما تملك لإنقاذ الأرواح .
إن وزارة الدولة لشؤون المرأة ، وهي تستذكر هذه المأساة ، تجدد التزامها بالعمل على تعزيز قدرات النساء والفتيات في مجالات إدارة الأزمات والتعافي ، وضمان أن يكون لهن صوتٌ فاعل في رسم السياسات الوطنية الخاصة بالكوارث والتنمية المستدامة .
ونحن إذ نحيي هذه الذكرى ، فإننا لا نستسلم للحزن وحده ، بل نستخلص منها دروساً وعِبراً من أجل المستقبل من حيث أهمية التخطيط المبكر ، والتأهب لمواجهة المخاطر ، وتعزيز التكافل الاجتماعي الذي كان وسيبقى ركيزة قوتنا كشعب واحد .
رحم الله ضحايا إعصار دانيال ، وشفى الجرحى ، ووفقنا جميعاً لما فيه خير بلادنا . #حفظ_الله_ليبيا_وشعبها_من_كل_مكروه