وارتجف قلب الدوحة، تفاصيل وأسرار عملية استهداف العاصمة القطرية بعيون إسرائيلية

تحت عنوان “وارتجف قلب الدوحة”، نشرت صحيفة معاريف العبرية، تفاصيل عملية محاولة اغتيال عدد من قادة حماس بالعاصمة القطرية الدوحة أمس الثلاثاء.

وحسب الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور هاني الكنيسي، فإن التفاصيل لم تستأثر بها معاريف وحدها، بل نشرتها أيضًا صحف يديعوت أحرونوت، وهآرتس، ويسرائل هيوم، وموقع واللا الاستخباراتي.

وجاء في التفاصيل، أنه قبل بضعة أسابيع، تلقى جهاز الأمن العام (الشاباك) وجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) معلومات تفيد باجتماع مرتقب لكامل القيادة العليا لحماس في الدوحة. ووافقت القيادة السياسية (أي نتنياهو) على مبدأ العمل العسكري على الأراضي القطرية.
وبالفعل، شرع فريق “نيلي” التابع لجهاز  الشاباك في رسم الخطة الجريئة.
كان القرار أن يتولى سلاح الجو تنفيذ الهجوم، بشرط التعاون الوثيق مع الشاباك. وبقي الطيارون على أهبة الاستعداد لعملية “حساسة”، واليوم المحدد، جلسوا في مقاعدهم لعدة ساعات انتظاراً للضوء الأخضر.
في غرفة العمليات الخاصة للشاباك، اجتمع رئيس الوزراء ووزير الدفاع ونائب رئيس  الشاباك ورئيس الأركان وقائد القوات الجوية ورئيس الاستخبارات العسكرية. تلقى نائب رئيس الشاباك الإشارة من عملائه بانعقاد الاجتماع اليوم الثلاثاء في المبنى المحدد -بحي “كتارا” الراقي- وتأكدت معلومة أن القيادة العليا لحماس بأكملها ستحضر الاجتماع، فأُعطي الضوء الأخضر لتنفيذ الهجوم.
قبل دقائق فقط من إقلاع الطائرات المكلفة بالمهمة، نقل قائد القوات الجوية الموافقة النهائية إلى غرفة التحكم. وكان الهدف المحدد أن تصيب القنابل جناح المبنى الذي سيجتمع فيه كبار مسؤولي حماس، دون التسبب في أضرار جانبية.
عشر طائرات، كل منها محملة بعشرة أطنان من الذخيرة، أقلعت باتجاه قطر، وقطعت مسافة 1800 كيلومتر، مخترقةً أجواء كل من الأردن وسوريا والعراق والسعودية، دون أن تلتقطها الرادارات.
وبفارق ثوانٍ عن بعضها البعض، أسقطت طائرة بعد طائرة، القنابل العشر بأقصى قدر من الدقة. وحتى قبل أن تغطي سحابة الدخان الأسود أفق الدوحة، كانت الطائرات الإسرائيلية في طريق عودتها بالفعل.
استهدفت الضربة الإسرائيلية أعلى مستوى في هيكل القيادة السياسية والمالية الخارجية لحماس أثناء اجتماعهم، وعلى رأسهم:
* خليل الحية، القائد المخضرم من غزة وأحد المفاوضين الرئيسيين للحركة.
* زاهر جبارين، رئيس الجهاز المالي لحماس ومهندس شبكاتها الاستثمارية العالمية.
* محمد إسماعيل درويش، رئيس مجلس شورى الحركة.
* خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق والوجه المعروف لحماس في الخارج.

مناخ “التنسيق الأوسع”

تكشف التقارير عن ملامح مناخ “التنسيق الأوسع” في مرحلة التخطيط للضربة وحتى أثناء تنفيذها. إذ قام قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال براد كوبر بزيارة خاصة لإسرائيل قبل أيام قليلة، وعقد اجتماعات على أعلى مستوى مع قياداتها السياسية والعسكرية والأمنية. كما تأكد تحليق دورية جوية مشتركة تضم طائرات أمريكية وبريطانية في الأجواء أثناء الغارة.
بعد انتهاء الهجوم، شارك نتنياهو في احتفالية السفارة الأمريكية في القدس بذكرى الاستقلال ، وخطب في الحضور قائلاً: “أنا وسارة خططنا للحضور هنا مبكرًا، لكنني كنت مشغولًا بعد جريمة القتل المروعة أمس في القدس، والجنود الأربعة الذين فقدناهم في غزة. وبعدها، أصدرتُ تعليماتي لمسؤولي الأمن بتصفية قيادة حماس في الخارج. أصدرتُ الأمرَ مع وزير الدفاع. وقد نفذ الجيش والشاباك العملية بدقةٍ أبهرت العالم”.
ثم تابع “لقد ولّت أيامُ تمتع الإرهابيين بالحصانة في أي مكان. على أعدائنا أن يعلموا أنه منذ قيام دولة إسرائيل، لم نتسامح في الدم اليهودي”.
وختم رئيس الوزراء الصهيوني قائلاً: “إذا قُبل اقتراح ترامب، فقد تنتهي الحرب فورًا. دعوني أوجه كلامي إلى سكان غزة: لا تنجروا وراء الإرهابيين. إنهم يعيشون في فيلاتٍ فاخرة، وشركاؤهم في غزة يختبئون في الأنفاق، اثبتوا في مواقعكم، ووافقوا على الاقتراح، ولن يكون هناك حدٌّ لمستقبلٍ مشترك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى