هنادي محمود تثير أغرب سؤال: لماذا ننجب أطفالا؟

عندما ننجب أطفالا فنحن ننجب قلقنا ونقطة ضعفنا على هذه الارض، فنقضي حياتنا نربيهم ونعلمهم كيف يعيشون من دوننا، ونحن أصلا في الأساس لا نقدر أن نعيش من دونهم!!.
مرحبا يا سنة الحياة وزينتها هل ولد مخلص البشرية أم ليس بعد؟!،
هل صار العالم مكانا أفضل ؟ كيف حال التقدم الحضاري؟ ما أخبار الجينات القوية “الفظيعة” إلي هتساهم في التطور؟.
السؤال هنا، لماذا ننجب أطفالا؟ هل بدافع الحب، الملل، الخوف من الموت، المجتمع، أو بسبب إثبات خصوبة ليرى الناس إننا ليست أرض بور!،
هل هي سنة الحياة بجد!، ولا علشان نربط الراجل بالعيال، “هذه الظاهرة موجودة دلوقتي عند قاعدة كبيرة من الستات”.
كمان فيه سؤال طرحه الأستاذ الإعلامي الكبير مفيد فوزي في إحدي مقالاته، كتب، كيف ننقذ البلد من القنبلة السكانية وممارسة رياضة زرب الأطفال؟ فهل الله عز وجل يتحمل المسؤولية، لأن موروثًا يرقد فى العقول: كل عيل معاه رزقه؟
وأنا ببحث كمان في الموضوع، اكتشفت قصة لراجل هندي قرر يرفع قضية على أبوه وأمه، علشان خلفوه من غير إذنه! فقال: “أنا بحب أهلي طبعا، ولكن هما مفكروش فيا لما خلفوني.
كانوا بيفكروا في نفسهم وسعادتهم وبس، لكن مين اللي قال إني موافق؟ مين اللي قال إني عايز اجي العالم دة واعيش تعيس؟ ازاي محدش شايف إن إجبار طفل على الحياة غصب عنه ثم إجباره على العمل غصب عنه يعتبر خطف وعبودية؟ فأنا مضطر آسفا أقاضيهم علشان أثبت حقي إني جيت غصب عني!”.
رغم أن هذا الشخص ممكن البعض يشوفوه مختل عقلياً، بس الفكرة تستاهل التركيز؟ هل فعلا لما بنخلف عيال بنبقى بنفكر فيهم كبشر زينا، ولا بنفكر في نفسنا بس في اللحظة دي؟
في أسباب كتير الحقيقة:
ممكن الراجل عاوز يثبت إنه مكتمل الذكورة.
بنفرح ماما وبابا نينة وطنط وعمو والجيران.
بنخاوي العيل الأولاني علشان ميقعدش لوحده، اصله اللعبة بتاعة اخوه الكبير!.
بنربط الراجل بالعيال علشان ميبصش برة.
يونسونا لما نكبر في السن، اصل العيل بديل للتليفزيون، وبيسلي بابا وماما لما يطلعوا معاش!.
طب سؤال هل الخلفة عادة؟ ولا عبادة؟
زمان كانوا بيقولوا “العيل بييجي برزقه”.
دلوقتي الناس بتقول: “العيل بييجي وياخد كل الرزق!”
بس في ناس لسه شايفة إن الخلفة جزء من الدين، وإن “الولد عزوة” و”البنت حنية”، وإن الجواز من غير عيال ما يكملش.
فيه ناس بتفهم الدين على إنه تشجيع للإنجاب، وفيه ناس تانية شايفة إن الإنجاب عبادة، والعبادة محتاجة نية وظروف مناسبة مش أي اتنين يخلفوا وخلاص.
هل انتوا مستوعبيين إنكم بتجيبوا شخص للدنيا دي غصبن عنه، روح ونفس مش لعبة!.
مش هايفضل بيبي طول عمره، ده هيكبر ويعيش زيكم كشخص بالغ عاقل هيتحمل نتائج اختياراتكم وتربيتكم ومشاكلكم مع بعض؟ ولا كنتم بتتسلوا؟، ولا بتأدوا الواجب المطلوب منكم للعيلة وللمجتمع بدون وعي لحجم المسئولية؟؟
(((في أسباب كتير بتدفع الناس لإنجاب الأطفال:)))
زي إلي بيخلف بسبب العادات والتقاليد “هما لقوا كل الناس بتتجوز وبتخلف فعملوا كدا زيهم”.
أسباب عاطفية، الحب الرعاية،الإرث، التكاثر، بناء الأسرة.
الضغط الاجتماعي، الدعم في الشيخوخة، الاستمرارية والحفاظ على اسم العائلة والتقاليد.
الشعور بالإنجاز، النمو الشخصي، الحب غير المشروط.
الدعم المالي لأن في بعض الثقافات والمجتمعات الفقيرة، بتعتبر الأطفال مصدر دخل أو دعم مالي في المستقبل، أو في الشيخوخة مثلا.
الرغبة في تجربة الأمومة أو الأبوة، المساهمة في استمرار النوع البشري، مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص التي تأتي مع إنجاب الأطفال.
والبعض بسبب البقاء أو أعمار الأرض، طيب أيه الاستفادة من بقاء البشر أو فنأهم هل هتحصل حاجه للكوكب؟ هل في حاجة هتتغير فيه؟!.
(((لكن في ناس تانية لا تريد إنجاب أطفال، لماذا؟.
الأسباب كتير ومختلفة:)))
الحفاظ على الحرية الشخصية الاستقلالية، والحرية في اتخاذ القرارات، القدرة على السفر والتنقل بسهولة.
تجنب المسؤوليات الكبيرة زي، المسؤولية المالية والزمنية.
القلق بشأن مستقبل الأطفال،التغيرات العالمية مثل التغير المناخي والإقتصادي.
مستقبل العالم، البيئة، التركيز على الذات، الشكوك في قدرتك علي أن تكون أب أو أم كويسين.
الخوف من إننا نضيع فرصة نستمتع بحياتنا بدل ما نربي كائن تاني إلي هو البيبي، ونبنيله مستقبله، طب ومستقبلنا إحنا أمتى هنبنيه؟!.
البعض بيكونوا عاوزين يمارسوا الجنس كبشر عاديين، ففجأة بيخلفوا بدون قصد، يعني تخيل حد يخلف عيل عشان حبوا ينبسطوا شوية!.
من الآخر ..
العالم ليس مدينة ملاهي ولا دار سعادة، لكن هما بيقولوا أنها سنة الحياة وعلشان نعمر الكون هما عارفين إنها كذبة ومصدقينها عادي جدا.
الإنجاب نعمة ورزق و التربية بقت صعبة و غالية أوي، و مش بس سنة الحياة لا دي رسالة و هدف.
فكر قبل ما تقرر تجيب أطفال حتقدر ولا لأ ؟؟؟ بلاش تكون أناني.
الخلفة مش إثبات إنك راجل أو ست “بجد”، الخلفة مسؤولية ضخمة، مش مجرد خطوة في سلم الحياة.
إحنا مش بنقول ما تخلفوش، إحنا بنقول:
فكّر قبل ما تخلف .. لأن اللي بتجيبه مش لعبة.
ده بني آدم من لحم ودم!