زينة يازجي تفجر قنبلة : هذا سبب مغادرتي قناة العربية

زينة يازجي: أنا أشبه نفسي
في بداية اللقاء، علّقت يازجي على مقولتها المتكررة: “أنا أشبه نفسي”، موضحة أنها لا تقصد التفرد بقدر ما تعني أنها حقيقية وصادقة مع ذاتها. وأكدت أنها لا تستطيع الاستمرار في أي سلوك أو مكان لا يشبهها، وأن النجاح الحقيقي يكمن في أن يكون الإنسان منسجمًا مع نفسه وأدواته.
وأضافت: “يمكن أن يفسر البعض هذه العبارة على أنها غرور، لكن الحقيقة أن الثقة بالنفس شيء أساسي، وهو ما قد يفسره البعض على أنه غرور. أنا أملك ثقة كبيرة بنفسي، لكنني لا أرى أنني متعالية على الآخرين”.
زينة يازجي بين أقوى 100 امرأة عربية
في عام 2013، صنّفتها مجلة أريبيان بزنس ضمن أقوى 100 امرأة عربية. وحول سر هذا التميز، رأت يازجي أن قوتها تكمن في كونها جميلة وناجحة وقوية في آن واحد.
وقالت: “الجمال نعمة من الله، أما النجاح فهو مسيرة لا تتوقف. النجاح ليس دائمًا، والفشل ليس مميتًا، وإنما الاستمرار والتعلم من التجارب هما ما يصنعان التميز”.
مسيرة مهنية مليئة بالتنقلات.. العربية أبرزها
تحدثت زينة يازجي عن مسيرتها الإعلامية الغنية، متنقلة بين قنوات كبرى عربية ودولية، مؤكدة أن هذه التنقلات لم تكن دائمًا قرارها الشخصي. فالإعلام السياسي، بحسب قولها، يفرض على الصحفي أن يكون جزءًا من مؤسسة، محكومًا بخطوط سياسية وإدارية لا يستطيع تجاوزها. وأضافت: “في الإعلام السياسي، النجاح والفشل قد يتلازمان في لحظة واحدة، وأحيانًا تنتهي التجربة بانفصال يشبه الطلاق”.
من أبرز المحطات في حياتها المهنية كانت استقالتها من قناة العربية عام 2011 مع اندلاع الثورة السورية. وصفت القرار بأنه من أصعب القرارات في حياتها على المستوى المهني والشخصي، إذ شعرت أنها لم تكن صاحبة القرار الحر، بل اضطرت لحماية نفسها وعائلتها أمام تهديدات وضغوط مباشرة.
وقالت إن المحسوبين على النظام السوري آنذاك أرادوها أن تترك قناة العربية التابعة للملكة العربية السعودية المعروفة بمناهضتها للنظام السوري.
وكشفت لأول مرة أنها تلقت اتصالات وتهديدات على الهواء، إضافة إلى إغراءات مالية للعودة إلى الإعلام الرسمي السوري. وأوضحت أن استقالتها لم تكن رغبة شخصية، بل نتيجة ضغوط هائلة في ظل حرب إعلامية وسياسية.
وقالت زينة إنها خلال تلك الفترة الصعبة كانت حاملاً بابنتها ليونا، إذ كانت تضطر للعمل لساعات طويلة حتى الفجر، ثم تعود لمتابعة مسؤولياتها اليومية وهي في حالة إنهاك جسدي شديد. وأشارت إلى أنها تحملت الكثير في سبيل نجاحها المهني، ولذا كان من الصعب التخلي عنه بسهولة.
ذكرت يازجي أنها شاركت مدير قناة العربية آنذاك عبد الرحمن الراشد، مخاوفها من الاستمرار في مواجهة الضغوط. وأشارت إلى أنه اقترح حلولًا لتخفيف الضغط عنها، من بينها تقديم نشرات الأخبار بالمشاركة مع زميلها طالب كنعان. وأكدت أنها قضت 8 سنوات داخل القناة، معتبرة نفسها ابنة العربية حيث عاشت تجربة مهنية وإنسانية أقرب إلى العائلة.
ذكرت زينة أن حياتها المهنية ارتبطت بعلاقات اجتماعية قوية داخل الوسط الإعلامي، حيث كانوا يحتفلون بأعياد ميلاد أبنائهم معًا ويجتمعون مع شخصيات بارزة مثل الشيخ وليد البراهيم ومسؤولين سعوديين. وأوضحت أن هذه الروح الجماعية عززت إحساسهم بأنهم أبناء المحطة بحق.
ضغوط التهديدات الأمنية وخسارة شخصية مؤلمة
انتقلت زينة للحديث عن أصعب مراحل حياتها، حين تلقت اتصالات تهديد من جهات أمنية وصلت حتى إلى والدها السبعيني. وقالت إن الاتصال كشف معرفتهم بأدق تفاصيل حياتها، وهو ما جعلها تدرك أن الاستمرار يعني التضحية بعائلتها. وأوضحت أنها فضّلت حماية أسرتها على الاستمرار في تحدي هذه التهديدات، خصوصًا بعد أن رأت ما جرى مع فنانين وإعلاميين سوريين اضطروا لمغادرة بلدهم.
روت زينة أنها تعرضت للإجهاض أثناء فترة عملها، بسبب الضغوط الكبيرة والإنهاك الجسدي والنفسي. واعتبرت تلك المرحلة من أصعب ما مرت به، لأنها كانت مرتبطة بمكان تحبه وتقدّر زملاءها فيه، لكنها اضطرت إلى دفع ثمن قاسٍ على الصعيد الشخصي.
التعامل مع الحملات الإعلامية والهجوم الإلكتروني
تحدثت زينة يازجي عن طبيعة عملها الإعلامي خلال فترة تغطيتها للشأن السوري، موضحة أنها كانت تحاول دائمًا لعب دور النظير، حيث اختار لها مدير النظام أن تحاور الطرف الذي يمثل المعارضة، حتى تستطيع أن تطرح أسئلة النظام، حتى لا يؤخذ عنها حديث يدينها لدى النظام السوري. وبهذا الشكل كانت تحافظ على نوع من التوازن المهني، رغم صعوبة المرحلة وكثافة الضغوط.
أشارت زينة إلى أن هذا جعلها تتعرض لهجوم عنيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في فترة لم يكن كثيرون يدركون حقيقة الجيوش الإلكترونية والحسابات الوهمية. وأوضحت أنها في البداية اعتقدت أن الهجوم يعكس رأي الشعب بأكمله، ما زاد شعورها بالخذلان والألم، قبل أن تكتشف أنه كان منظمًا وموجّهًا.
أكدت زينة أنها بصفتها إعلامية سورية، شعرت بواجب التركيز أكثر على الشأن السوري، وسعت لفهم حقيقة ما يجري بعيدًا عن الأجندات المسبقة. وأوضحت أنها أرادت التحقق بنفسها مما إذا كانت هناك مؤامرة أم لا. وفي النهاية، خلصت إلى أن هناك بالفعل خططًا وأجندات خارجية، لكن في الوقت ذاته شددت على أن النظام السوري لم يكن بريئًا من المسؤولية عما حدث.
تحدثت زينة عن المرحلة التي تركت فيها العمل لدى العربية، مؤكدة أن قرارها لم يكن بطولة ولا موقفًا بطوليًا، بل انسحابًا من مواجهة عاصفة لا تستطيع مقاومتها كفرد.
كما شددت على أنها لم تكن ضد من يختار الدفاع عن النظام من منطلق قناعته، لكنها رفضت بشدة خطاب التحريض على الدم والقتل.
المعارضة السورية في الإعلام
ذكرت يازجي أن ظهورها في الإعلام بعد انسحابها ارتبط بفتح المجال أمام أصوات المعارضة السورية. فقد استضافت شخصيات بارزة مثل ميشيل كيلو، وصادق جلال العظم، وأدونيس، ومعاذ الخطيب وغيرهم، لتكون منصتها مساحة للتعبير عن الرأي المعارض. ورغم ذلك، اعتُبرت أحيانًا محسوبة على النظام لمجرد أنها لم تعلن معارضتها صراحة في بداية الأمر.
لفتت زينة إلى أن الجيوش الإلكترونية كانت وما تزال تلعب دورًا كبيرًا في تضليل الرأي العام. فهذه الحملات الإلكترونية تمثل فقط 5 إلى 7% من المجتمع، لكنها تخلق وهمًا بأن هناك تيارًا شعبيًا عامًا، وهو ما اعتبرته خطرًا على حرية الرأي والتعبير في سوريا.