دعوة صادقة لأولياء أمور طلاب الثانوية العامة….

بقلم الدكتور محمد علي

الذكاء الاصطناعي هو المستقبل !!

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا، وتتبدل فيه أسواق العمل، لم يعد من المنطقي أن نصر على نفس المفاهيم القديمة لتوجيه أبنائنا بعد الثانوية. العالم تغير من حولنا، وظهرت تخصصات جديدة أصبحت هي المحرك الحقيقي للمستقبل، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي (AI). لم يعد مجرد فكرة خيالية أو حكرا على الدول الكبرى، بل أصبح واقعا يفرض نفسه بقوة في كل تفاصيل حياتنا اليومية، ويصنع الفارق بين من يقود ومن يُقاد.

الذكاء الاصطناعي لم يعد مقصورًا على المبرمجين أو المتخصصين في التقنية فقط، بل أصبح جزءا أساسيا من حياتنا اليومية ومؤثرًا في مجالات متعددة مثل الطب والهندسة والإدارة والاقتصاد والتعليم والقانون وحتى الزراعة.

فهو يفتح أبوابا واسعة للتطوير والتغيير في أي مجال يتم استخدامه فيه. ويتفرع الذكاء الاصطناعي إلى مجالات مهمة، منها: تعلّم الآلة الذي يتيح للكمبيوتر أن يتعلم من البيانات والتجارب، وتحليل البيانات الذي يساعد على استخراج الأفكار من كميات ضخمة من المعلومات، والرؤية الحاسوبية التي تمكّن الأجهزة من فهم الصور والفيديو، والروبوتات التي تنفذ المهام بذكاء، والذكاء التوليدي الذي يبتكر نصوصا أو صورا أو موسيقى جديدة، وأخيرا معالجة اللغة الطبيعية التي تجعل الكمبيوتر قادرا على فهم كلام الإنسان وكتاباته. وهذه كلها أدوات يحتاجها أبناؤنا مستقبلا مهما كان المجال الذي يختارونه.

دعونا نعيد التفكير بجدية، ونتوقف قليلا عن الحكم على اختيارات أولادنا بعيون الماضي . لننظر إليهم بعقول الحاضر ووعي المستقبل، فهم ليسوا نسخا منا بل جيل جديد يعيش في عالم مختلف . إننا إذا تمسكنا بالماضي، نكون قد حرمناهم من فرصة أن يعيشوا حاضرهم كما ينبغي ويستعدوا لغدهم كما يليق.

إنها دعوة صادقة ومخلصة لكل ولي أمر: دراسة الذكاء الاصطناعي ليست مجرد موضة عابرة أو موجة وقتية، بل هي لغة هذا العصر وأداته الأقوى، هي الوسيلة التي سيتحدث بها الناجحون ويصنعون بها مستقبلهم. تجاهل هذه الحقيقة هو تجاهل للواقع، وتأخير في الاستعداد لمستقبل لا ينتظر المتأخرين.
امنحوا أبناءكم الفرصة التي يستحقونها، لا تحرموهم من السلاح الذي سيجعلهم قادرين على المنافسة والابتكار. لا تجعلوا ترددكم أو تقييدكم لهم بعادات الأمس يضيع عليهم قطار الغد. فالمستقبل لا ينتظر المترددين، والقطار لا يعود إلى المحطة مرتين.

القرار بين أيديكم اليوم، وما تختارونه سيحدد أين سيكون أولادكم غدًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى