مأمون الشناوي يكتب: أسياد البلد !!

[ أطلت علينا فنانة من الدرجة العاشرة ، لتعلن في تحدٍ سافر وصفاقة ، بأنها وأشباهها هم أسياد البلد ] !!.
عندما تغيب قروش البحر ، تتقدم البساريا والحاسوم ، وتملأ المياه ضجيجاً وصخبا ، وعندما تتواري الأسود والنمور ، تختال الضباع ، وتتقافز القرود ، وعندما يغادر الصقر ، تغرد الغربان والبوم ، وعندما يُطمَس الذهب ، يُصبح للصفيح سعرا وقيمة في سوق المعادن ، وعندما تُعدَم الخيول ، تطمع الحمير في ارتداء سروجها !!.
ولهذا لاغرابة أن تتبجح ( واحدة ) من سفاسف الفن ، وبراغيث الابداع ، وطحالب الموهبة ، كان غاية حلمها أن تكون ( كومبارس ) في لقطة أو مشهد أو لقاء عابر ، وتقول بأنهم – وطبعاً هي منهم أو في مقدمتهم – أسياد البلد !!.
ولو أننا في زمن غير الزمن ، لتم القبض عليها بتهمة الكذب والادعاء والتدليس وانتحال صفة الغير ، ووجهت لها تهمة ازدراء مصر ، وتم إيداعها السجن ، أو مستشفى الأمراض العقلية !!.
وهو قول سفيه ، لم يقل به أحد من قبل ؛ فهو تقزيم لوطن عظيم ، عامر بالأسياد والأحرار والقامات السامقة ، بل هذه ( الكومبارس ) هي الأتفه فيه والأقل قيمة ووزناً ، هي وكل الذين علي شاكلتها !!.
قول مُتبجح أحمق ، أسياد البلد أيتها ( الكومبارس ) التافهة ، لن ترينهم ، لأنك منزوية هناك حيث الفساد واللصوصية !!.
أسياد البلد هن اللاتي يعانق الفجر وجوههن الصبوحات ، وهن مُتجهات إلي الأسواق لعرض خيراتهن !!.
أسياد البلد هن تلك الزهرات اليانعات العبقات ، اللاتي سالت دماؤهن علي الأسفلت ، بينما كُن في طريقهن لقطف عناقيد العنب ، مُقابل أجر لا يأتي بمسحة روج علي شفتيك المنتفختين صناعةً !!.
أسياد البلد ، هم ملايين الفلاحين والعمال والطلاب والموظفين والشغيلة !!.
أسياد البلد ، هم جنودها المرابضون عند الثغور وفي الصحاري والحدود !!.
غالبية شعب مصر هم أسيادها ، ماعدا أنتِ ، وأمثالك ، من المُدعين التافهين ؛ فأنتم عبيد المال ، سبايا الشهرة ، غرتكم الكاميرات والفلاشات والثروات المشبوهة ، وتكالب الذباب الإعلامي عليكم ، حتي خرجتِ تُعايرين الناس بأنك تمتلكين فيلا وبيسين ، ومثلك كثير عليها بائعة في كشك سجائر ، لكنه حصاد الزمن الأغبر !!.
إن أمة ترضي بأن يكون سفهاؤها سادتها ، علينا أن نعجل بنصب سرادقها !!.