«زنانة وهمبكة»

محمد حسين الجداوي
كاتب ساخر / عضو نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب

«زنانة» و«همبكة» طالبان في الصف الرابع الابتدائي، طُلب من أولياء أمورهما عمل -بحث مشترك- عن أسباب ارتفاع معدل الجريمة الأسرية في الآونة الأخيرة.. وجاء بحثهما كما يلي:
إن الأسباب أقل ما يُقال عنها أنها «تافهة»، فهنا زوج يقتل زوجته بعد أن ارتطمت رأسها بالحائط عدة مرات بيد زوجها حتى فارقت الحياة، بينما هو يذهب لمحل الألبان الخاص به ليباشر عمله دون اكتراث لما حدث، وكشفت التحقيقات لاحقًا أن السبب «زنها»، بينما ذبحت الأم طفلتها صاحبة الخمس سنوات بدمٍ باردٍ وذهبت في عصر اليوم التالي بابنها الثاني كي يتحصل دروسه، وعند عودتها صرخت وبكت بداعي أن ابنتها قتلت عمدًا مع سبق -الاستهبال والتربص-، وهذا الأمر الذي أكدته التحقيقات جليًا ولكن بيد الأم، التي وصفت جريمتها بـ«الجريمة الزنانة»، في إشارة إلى أن سبب إقدّامها على ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء هو زن ابنتها المتكرر.
خلاصة هذا المشهد المثير للشفقة، والمشمئز، أن أسباب ارتكاب الجرائم الأسرية تتباين من وقتٍ لآخر، فالزوج لم يعد يتحمل زوجته ويصل بها إلى باب محكمة الأسرة بسلام، لكنه قد يُنهي حياتها ويذهب لعمله -ويقضي يومه عادي جدًا-، والأم تذبح طفلتها بداعي أنها زنانة، لنجد أن -الزن- هو العامل المشترك بين الجريمتين الأخيرتين، وأن انخفاض معدل مثل تلك الجرائم لن يتهاوى بمرور الوقت، فقد تتشبع العقول -بالقتل اللذيذ- على طول الخط، دون الرجوع للوازع الديني أو الأخلاقي، أو حتى أعراف المجتمع، لذا وجبت النصيحة: «بلاش نزن على بعض الفترة دي الجو ملّبش.. لأن الجريمة بقت عن عن مش محتاجة زن.. ومش كفاية علينا حوادث الطرق السريعة ومخالفات الرادارات ورسوم التجديدات».
ومن خلال هذا المنبر -وبدون زن- اقترحت أسرتيّ «زنانة» و«همبكة» بحسب البحث، أن تتبنى شركة مبادرة لتصنيع -سكّاتة جرائم للأطفال- وأخرى للسيدات -وبكده تتقلص الجرائم اللي من الشكل ده-، أو -نحطهم في عنبر مليان دبان بيزنننننننننننننننننن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى