أبناء الطلاق: كيف نمنحهم الأمان بعد الانفصال

بقلم د : آمال إبراهيم
استشاري العلاقات الأسرية
الطلاق لا يعني دائمًا فشلًا، لكنه لحظة مفصلية في حياة الأسرة. وغالبًا ما نغفل أن أكبر المتأثرين بانفصال الوالدين ليسوا هم، بل الصغار الذين لا يملكون تفسيرًا لما يحدث. أطفال الطلاق قد لا يفهمون لماذا تغير كل شيء فجأة، لكنهم يشعرون بالألم بوضوح.
والسؤال الأهم:هل يمكن أن نحمي أبناء الطلاق من الأذى النفس
الإجابة: نعم، إذا امتلكنا الوعي الكافي، والنضج في التعامل.
أولًا: احكوا الحقيقة بلغة آمنة
عندما يحين وقت إخبار الطفل بقرار الانفصال، لا يجب أن نغرقه في التفاصيل، ولا أن نختلق قصصًا واهية قل له بوضوح وبكلمات بسيطة:
“ماما وبابا قرروا يعيشوا في بيتين منفصلين، لكن حبنا ليك عمره ما هيتغير. أنت دايمًا ابننا وهنفضل نهتم بيك سوا.”
“الأطفال لا يحتاجون إلى والدين معًا بقدر ما يحتاجون إلى والدين لا يتقاتلان.”
جون غوتيمان
ثانيًا: ثبات الروتين = أمان نفسي
كلما ثبتنا عناصر الحياة اليومية، شعر الطفل أن هناك شيئًا لا يزال تحت السيطرة. الروتين اليومي – من الاستيقاظ إلى النوم – هو حبل الأمان النفسي في وسط فوضى الانفصال.
حاجات مهمة ماتتغيرش
يفضل عدم تغير المدرسة أو السكن
نفس مواعيد النوم والدراسة
استمرار الأنشطة والهوايات
التواصل المنتظم من الطرف الغائب
“الأطفال يواجهون اضطرابات سلوكية أكبر عندما يتعرضون لانهيار أنظمة حياتهم اليومية بعد الطلاق.”
ثالثًا: لا تجعلوا الطفل رسولًا بينكما
من أكثر أشكال العنف النفسي شيوعًا لأبناء الطلاق هو وضعهم في المنتصف. أن يصبح الطفل هو حلقة الوصل، أو المذياع الذي ينقل الرسائل المشحونة من أحد الطرفين للآخر.
ممنوع منعا باتا
استخدام الطفل كـ”وسيط”
الحديث عنه بشكل سيئ أمامه
إشعاره أنه يجب أن يختار طرفًا على حساب الآخر “عندما يُجبر الطفل على الانحياز، يتحول الضغط إلى شكل مزمن من القلق، ويشعر بالذنب تجاه ولائه لأي من الطرفين.”
رابعًا: تواجد متوازن.. لا حرمان ولا استغلال
احترام حق الطفل في رؤية والده أو والدته هو احترام لحقه النفسي والإنساني. فحرمانه عمدًا، أو تأجيل اللقاءات دون مبرر، يخلق جرحًا يصعب التئامه.
اتفاق مسبق واضح حول الرؤية
تجنب التلاعب بالمشاعر: “باباك مش فاضي”، “مامتك ما سألتش عليك”
إشراك الطفل في تفاصيل بسيطة عن جدول زياراته، دون تحميله أي ضغوط
خامسًا: أمان العلاقة بعد الانفصال
الطفل الذي يرى احترامًا متبادلًا بين والديه بعد الانفصال، يتعلم أن الخلاف لا يعني الخصومة، وأن الحب لا يموت بالصراخ والشتائم.
“الأطفال الذين يشهدون حوارات محترمة بين الوالدين حتى بعد الطلاق، يتجاوزون الصدمة بسرعة أكبر، وينمون بثقة أعلى.”
سادسًا: لا تتردد في طلب الدعم
أحيانًا تظهر علامات إنذار واضحة على الطفل
قلق زائد
انسحاب اجتماعي
نوبات غضب أو بكاء
تراجع دراسي
في هذه الحالة، لا تتردد في التوجه لمختص نفسي مختص بأبناء الطلاق. الدعم المبكر يحمي مستقبل الطفل النفسي.
الطلاق لا يجب أن يكون لعنة موروثة.
الطفل لا يحتاج بيتًا كاملًا بقدر ما يحتاج قلبين متفهمين. قراراتكم الهادئة اليوم… تصنع شخصية
متزنة غدًا أبناءك استثمارك في المستقبل
الاطفال لاتتاذي من الطلاق لكن من الطريقة التي نتعامل بيها بعده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى