تقييم استخباراتي يؤكد “نجاة” موقعين نوويين إيرانيين من الضربات الأمريكية

أكدت معلومات استخباراتية أن موقعين نوويين إيرانيين لم يُدمّرا بالكامل نتيجة الهجوم الصاروخي الأمريكي في يونيو/ حزيران الماضي، في حين اعتبر مسؤولون الادعاء بأن عملية “مطرقة منتصف الليل” قد دمّرت بالكامل القدرات النووية لطهران “مبالغاً فيه”.
في المقابل، رفض وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، الادعاءات التي تزعم أن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية فشلت في تدمير أهدافها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي: “كلما زادت التقارير التي لدينا وما نراه، فهمنا مدى الدمار الذي أحدثته تلك الهجمات على جميع المواقع النووية الثلاثة”.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” نقلت عن مسؤولين وأشخاص مطلعين على التقييمات الجارية، أن الولايات المتحدة قدّرت أن منشأة نووية إيرانية واحدة فقط من بين ثلاث منشآت نووية رئيسة دُمرّت في الضربات الأمريكية الشهر الماضي، مما أثار تساؤلات متجددة حول ادعاء الرئيس دونالد ترامب بأن البرنامج النووي لطهران “دُمّرَ بالكامل”.
ومن بين المنشآت الثلاث التي استُهدفت في غارة ليلية ضخمة، كانت نتائج الأضرار في موقع فوردو الأوضح تقييمًا، وفقاً لمسؤولين أمريكيين ومساعد في الكونغرس مُطّلع على الإحاطات المُقدّمة للمُشرّعين.
وأسقطت قاذفات الشبح B-2 التابعة لسلاح الجو 12 قنبلة ضخمة خارقة للأرض عبر فتحات التهوية إلى المنشأة الواقعة تحت الأرض.
وهناك تحليلات جارية لمدى جسامة الأضرار في الموقعين الآخرين، نطنز وأصفهان، لكن المؤشرات الحالية تُشير إلى أنه لم تُوجّه إليهما ضربة قاضية، وفقاً لمسؤول أمريكي مُطّلع على تقييمات الاستخبارات.
وقال المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني: “لا يمكننا الجزم بتدميره”. ومثل غيره من المشاركين في هذا التقرير، تحدث المسؤول ومساعده، شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، لمناقشة تقييمات حساسة ومستمرة.
في حين قال مساعد إن هدف تدمير البنية التحتية المدفونة عميقاً في فوردو “يبدو أنه قد نجح”، مضيفاً أن ما زاد من الثقة هو الفهم الدقيق للمنشأة من قبل مخططي الحرب الأمريكيين، الذين طوروا برنامج القنابل الخارقة للتحصينات التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل، رداً على الجهود الإيرانية لحفر الموقع في جبل.
وفوردو هو أحد موقعين رئيسيين في إيران؛ حيث تم تركيب آلاف أجهزة الطرد المركزي سريعة الدوران لتنقية اليورانيوم.
ولكن لا تزال هناك جوانب مجهولة مهمة، بما في ذلك ما إذا كانت أجهزة الطرد المركزي في أعمق مستويات فوردو قد دُمرت أو أصبحت غير صالحة للعمل، أو ما إذا كانت قد نُقلت قبل القصف. وقال المساعد عن إيران إنه إذا لم تكن موجودة، “فإنها عادت إلى العمل”. “هذا هو العنصر الأساسي لتخصيب المادة”.
وأضاف المساعد أنه لا يُعرف الكثير عن فاعلية الضربات على المنشأتين الأخريين، مشيراً إلى أن القنابل الخارقة للتحصينات لم تُستخدم في موقع أصفهان؛ لأن البنتاغون قيّمه بأنه “غير قابل للاختراق إلى حد كبير”.
وأصفهان، أكبر مجمع للأبحاث النووية في البلاد، فيها مخابئ مدفونة على عمق أكبر، وتحت صخور أكثر صلابة، من تضاريس فوردو. وبدلاً من ذلك، أطلقت غواصة وابلاً من صواريخ توماهوك كروز لتدمير أهداف سطحية.
وبالمثل، استهدفت طائرات إسرائيلية مباني في موقع إيراني رئيس آخر، منشأة التخصيب النووي في نطنز، في الأيام التي سبقت الضربة الأمريكية. ثم ضربت قاذفات الشبح من طراز بي-2 نطنز بقنبلتين خارقتين للذخائر الضخمة، مما أدى إلى تدمير بعض الغرف تحت الأرض.
وقال المساعد إنه لا يوجد ما يدعو للشك في أن المنشآت تحت الأرض في نطنز قد دُمرت، لكن الصورة الاستخباراتية اللاحقة هناك أقل دقة مما كانت عليه في فوردو.
وعادة ما تتطور تقييمات أضرار القنابل مع مرور الوقت مع ورود معلومات جديدة، كما أن وجود العديد من المنشآت النووية الإيرانية في أعماق الأرض يُعقّد الحصول على صورة كاملة عن وضعها.