أثارت غضبا واسعا.. ما قصة “فتاة الحقيبة” في تركيا؟ (فيديو)

أثارت تحقيقات الشرطة والقضاء في تركيا، بمقتل الطالبة الجامعية الشابة، “عائشة توكياز”، غضباً واسعاً ودعوات لفرض عقوبات مشددة على سبعة متهمين بالجريمة المروعة.
وعثرت الشرطة يوم الأحد الماضي على جثة “توكياز” في حقيبة سفر كبيرة في منطقة برية قرب أحد الطرقات في مدينة إسطنبول.
ومنذ ذلك الحين، تصدرت القضية اهتمامات المدونين الأتراك في مواقع التواصل الاجتماعي وسط تعاطف كبير مع فتاة الحقيبة كما يسميها البعض ودعوات لمعاقبة من أنهى حياتها بذلك الشكل.
#AyşeTokyazİçinAdalet
"Hande Kader'in faili Ayşe'nin katili"Ayşe Tokyaz için yürüyen kadınlar ablukaya alındı.
Feministlerin açtığı pankart bahane edildi, zılgıtlarla ve sloganlarla yürüyen kadınlar, yüzlerce polis tarafından ablukaya alındı.
Feministlerin pankartında… pic.twitter.com/qSsFWXeFw7
— Fatoş Erdoğan (@puleragema) July 17, 2025
وسرعان مع أوقفت الشرطة سبعة متهمين، بينهم “جميل كوتش”، ضابط الشرطة السابق الذي ارتبط بعلاقة عاطفية مع الضحية كما يبدو، قبل مقتلها بمنزله في ظروف غامضة ونقل جثتها بحقيبة سفر بهدف إخفائها.
وتنحدر الضحية وعمرها 22 عاماً من ولاية “هاتاي” جنوبي تركيا، لكنها تقيم في إسطنبول، حيث تدرس التمريض في إحدى جامعاتها الخاصة، وقد وصلت للسنة الأخيرة قبل مقتلها.
ونشرت صحيفة “صباح” التركية، اليوم الجمعة، أحدث اعترافات للمتهم الرئيس في القضية، “كوتش” (38 عاماً) وتفاصيل جديدة عن مقتل “توكياز”، وبينها أن الضحية قد قتلت فيما يبدو يوم 9 تموز/يوليو الجاري.
فقد كشفت كاميرات المراقبة أنها جاءت مساء ذلك اليوم إلى منزل “كوتش”، قبل أن يظهر بعد يومين برفقة شخص آخر حاملاً حقيبة كبيرة وضعها في سيارته وغادر المكان، لتعثر الشرطة على الحقيبة بعد يومين آخرين.
وقال “كوتش” في التحقيقات إن “توكياز” سقطت من درج داخلي في منزله بعد تعاطيها المخدرات، وفارقت الحياة، ليقرر إخفاء جثتها عبر وضعها في حقيبة ودفنها، مستعيناً بأصدقاء ومعارف.
ويعتقد المحققون أن القاتل ارتكب جريمته بعد أن مارس العنف مع ضحيته عدة مرات في السابق، معتمدين على شهادة “إسراء” شقيقة “عائشة” التوأم، والتي أبلغت الشرطة باختفاء شقيقتها قبل الوصول لجثتها.
وكان القاتل يحاول إقناع ضحيته بالزواج، لكنها ترفض بسبب فارق السن بينهما، قبل أن يقنعها بزيارة أخيرة لمنزله، لتنتهي تلك الزيارة بجريمة قتلها.
وفي تفاصيل التحقيقات أيضاً، أعاد “كوتش” طلاء منزله بعد تنظيف شامل، فيما بينت كاميرات المراقبة أنه استخدم عطراً داخل السيارة وفي منزله بشكل مبالغ فيه بهدف تعطير المنزل والسيارة وإخفاء رائحة ما.
ولم تنته القضية والاعترافات عند ذلك الحد، إذ أعادت النيابة العامة قضية قديمة ورد اسمه فيها للواجهة مجدداً، لا بل طالبت النيابة بالسجن المؤبد له بتهمة دفع صديقته القديمة “ايجي غول أوفيزوفا” من شرفة الطابق الثامن عام 2023 ووفاتها في مدينة “ديار بكر” جنوب البلاد.
وقالت قناة “إن تي في” التلفزيونية التركية، إن “كوتش” كان قد حصل على البراءة من تلك الحادثة لعدم توفر أدلة تدينه، لكنه يواجه اليوم الاتهامات مجدداً بالاستناد لسجله الإجرامي الذي قد يضم جريمة قتل بعد إدانته رسميا في قتل “عائشة توكياز”.
O bavulda gencecik bir kızın bedeni var.
Ayşe Tokyaz İstanbul’da Cemil Koç adlı şerefsiz bir cani tarafından katledildi.
Ayşe daha 21 yaşındaydı.
Elbet ceza alacak ama temennim Ayşe’nin ve ailesinin çektiği acının daha beterini kendisinin yaşayarak gebermesi.#aysetokyaz pic.twitter.com/kGr7eItPLK— Nebi Özdemir (@nebiozdemirr) July 16, 2025
ويمتلك الضابط السابق في الأساس سجلاً غير نزيه في عمله، فقد تم فصله بسبب تهم تتعلق بالرشوة وتهريب الأسلحة والتهديد والإهانة.
ويرتبط العدد الكبير بالمتهمين لكون كوتش استعان بصديق له في إخفاء الجثة، لكن الصديق انسحب قبل إتمام المهمة، ما دفعه للاستعانة بسائق سيارة أجرة على علاقة وثيقة معه لينقل الحقيبة ويدفنها دون الاطلاع على محتواها.
واستعان سائق السيارة ذاك بثلاثة أشخاص آخرين لنقل الحقيبة ودفنها مقابل مبالغ مالية كبيرة له ولمساعديه الثلاثة.
وتتابع منظمات معنية بالدفاع عن حقوق النساء في تركيا، قضية “فتاة الحقيبة”، وسط دعم كبير من قبل كثير من الأتراك المناهضين للعنف المتزايد ضد النساء كما تقول تلك المنظمات.
كما جذبت تفاصيل التحقيقات الجديدة، متضامنين جدد مع الضحية الأخرى “أفيزوفا” التي لم تنتحر كما يعتقد الكثيرون، بانتظار إدانة “كوتش” بشكل رسمي بدفعها من الشرفة عن عمد.