اختتام ملتقى التوحد “كتارا تك” وسط حضور رسمي ودعم رفيع المستوى لمبادرات ذوي الإعاقة

 

شهدت العاصمة القطرية الدوحة اختتام فعاليات ملتقى التوحد “كتارا تك”، الذي أقيم في الحي الثقافي كتارا وسط أجواء تسودها روح التقدير والعطاء تجاه أصحاب الهمم. وجاء الملتقى تتويجًا لجهود حثيثة في دعم الأشخاص ذوي التوحد وتفعيل دورهم المجتمعي، مستندًا إلى رؤية وطنية شاملة لتعزيز الدمج وتوفير فرص متكافئة في التعليم والتكنولوجيا.

حظي الملتقى بحضور كريم من سعادة الشيخة شيخة بنت جاسم آل ثاني، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الأسرة بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، التي لطالما عُرفت بدعمها الصادق والمتواصل لمختلف المبادرات الموجهة لذوي الإعاقة. فقد حرصت سعادتها على التجول في أرجاء الفعاليات، وتفقدت بشكل مباشر كافة الأجنحة والمبادرات المعروضة، وأكدت في تصريحاتها بهذه المناسبة أن الاستراتيجية الوطنية للفترة 2025–2030، التي تم تدشينها مؤخرًا، ستطلق سلسلة من المبادرات النوعية الرامية إلى تعزيز استقرار الأسرة، وتقوية الروابط بين أفرادها، ودعم برامج رعاية الطفولة المبكرة بما يعزز البنية الاجتماعية في دولة قطر.

وأوضحت سعادتها أن هذه الاستراتيجية تمثل إطارًا متكاملًا لتطوير السياسات الاجتماعية وتلبية احتياجات الأسرة القطرية في مختلف مراحلها، انطلاقًا من رؤية واضحة تضع جودة الحياة والتمكين المجتمعي في صدارة الأولويات، مؤكدة أن تمكين ذوي الإعاقة وتأهيلهم علميًا وتقنيًا جزء لا يتجزأ من هذه الرؤية.

إلى جانب ذلك، كان من بين أبرز الداعمين الأستاذ ثامر القاضي، مدير إدارة التكنولوجيا بكتارا، وكذلك السيد محسن العجي، ممثل مركز الأعمال والداعم الفاعل للمؤتمر، حيث عبّرا في تصريحاتهما عن أهمية تضافر الجهود المؤسسية لدعم أصحاب الهمم وتعزيز فرص دمجهم في جميع المجالات. وقد أكّد الأستاذ ثامر القاضي أن “كتارا تك” ليس مجرد فعالية عابرة، بل يمثل منصة مستدامة لتمكين ذوي التوحد عبر التكنولوجيا، وتعزيز قدراتهم بما يتماشى مع مستهدفات التنمية الشاملة ورؤية قطر الوطنية 2030.

شهد الملتقى مشاركة فاعلة من عدد من المؤسسات التعليمية والتكنولوجية، كان في مقدمتها شركة ريدي فيوتشر للاستشارات التكنولوجية والتعليمية، الشريك الإستراتيجي للملتقى، التي قدّمت بدورها سلسلة من الورش التدريبية والعروض التفاعلية الهادفة إلى تعريف الأسر ومقدمي الرعاية بأحدث الحلول الرقمية الداعمة للأطفال من ذوي التوحد.

ويجدر بالذكر أن الدكتورة ميرفت إبراهيم، سفيرة السلام لدولة قطر والرئيس التنفيذي لمركز ريدي فيوتشر للاستشارات التكنولوجية والتعليمية، قدّمت خلال الملتقى مبادرات مبتكرة شملت تصميم برامج تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والبرمجيات المساعدة، بما يعزز قدرات الأطفال من ذوي الإعاقة ويفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتمكين والتعلم المستدام.

على خشبة مسرح الفعاليات، أتيحت الفرصة لطلاب المركز المستفيدين من برامج المنح التعليمية الخاصة بالإعاقة لتقديم عرض مُلهم جسّد قدراتهم الفريدة. حيث قدّم الطلاب فقرة عملية استعرضوا خلالها تطبيقات ذكية طوروها ضمن برامج تدريبية ركزت على مهارات الذكاء الاصطناعي والبرمجة المخصصة لاحتياجاتهم. وقد حظي هذا العرض بتفاعل واسع وإشادة من الحضور، الذين أكدوا أن دمج التكنولوجيا بالتعليم يمثل نقلة نوعية في دعم قدرات ذوي الإعاقة الذهنية والنمائية.

وفي بادرة إنسانية نوعية، أعلنت إدارة الملتقى عن إطلاق مبادرة المنحة التعليمية للذكاء الاصطناعي، وهي مبادرة مجانية تهدف إلى إتاحة فرص تعليمية متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات للأطفال من ذوي التوحد، وتشمل المنحة مجموعة من الورش التطبيقية والدورات المعتمدة، بالإضافة إلى دعم تقني مستمر للأسر لتمكينهم من متابعة تعلم أبنائهم في بيئة آمنة ومحفزة.

وأضافت سعادة الشيخة شيخة بنت جاسم آل ثاني أن الوزارة ستعمل خلال المرحلة المقبلة على تنفيذ خطط وبرامج عملية ترتكز على دعم الأسرة في مواجهة التحديات الحديثة، وتوفير بيئة داعمة للأمومة والطفولة، وتعزيز الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ومراكز الأعمال لضمان استدامة المبادرات وتحقيق أثر ملموس ينعكس على جميع أفراد المجتمع، ولاسيما فئة ذوي الإعاقة الذين يمثلون جزءًا أصيلًا من النسيج الاجتماعي.

أما الأستاذ ثامر القاضي والسيد محسن العجي، فأكدا في كلماتهما الختامية التزامهما بمواصلة رعاية هذه الفعاليات النوعية ودعم شراكات طويلة الأمد مع المؤسسات المحلية والدولية لضمان استدامة التأثير الإيجابي في حياة ذوي الإعاقة وأسرهم.

وهكذا أسدل الستار على ملتقى التوحد “كتارا تك”، ليبقى مثالًا مشرفًا على قدرة العمل التشاركي في صناعة مستقبل أكثر شمولًا وعدالة، حيث تتحول التكنولوجيا إلى جسر عبور نحو الفرص والتمكين وتعزيز استقرار الأسرة والمجتمع القطري على حد سواء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى