رد إيران علي ضربات أمريكا، إغلاق مضيق هرمز أحد سيناريوهات التصعيد

رد إيران علي ضربات أمريكا، ناقشت غالبية البرامج الحوارية مع عدد من الخبراء والمحللين السياسيين المطلعين على الشأن الإيراني، تداعيات الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية لثلاثة مواقع نووية إيرانية، وحجم الأضرار التي وقعت على طهران جرائها، وسيناريوهات التصعيد المتوقعة بعدها في منطقة الشرق الأوسط، وجاءت أبرز الآراء كالتالي:
ذكر اللواء دكتور وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، أنه من المبكر جدًا تقييم حجم الأضرار التي وقعت على البرنامج النووي الإيراني جراء الضربة الأمريكية، وقبل رد إيران علي ضربات أمريكا متوقع أن تقوم إيران بتقييم هذه الأمور وبناءً عليها ستحدد الرد المناسب.

ربيع عن رد إيران علي ضربات أمريكا: واشنطن تتوقع استسلام طهران
وتابع أن الولايات المتحدة تتوقع أن تلجأ إيران للسلام تحت الضغط العسكري، وهذا الأمر مرفوض بشكل تام من كافة القيادات الإيرانية، بل أقر البرلمان الإيراني تصعيد جديد بالموافقة على غلق مضيق هرمز، وهذا التصعيد خطير ومتوقع أن يسهم في تأزيم الموقف الخارجي، وإحداث تأثير كبير على قطاع النفط العالمي.
فهمي: إنهاء البرنامج النووي الإيراني حرب كلامية
أوضح الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية أن الجهة الوحيدة القادرة على تحديد حجم الخسائر والأضرار التي لحقت بالمفاعلات النووية الإيرانية، هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشوها على الأرض، معتبرًا ما ورد من تصريحات على لسان مسئولين أمريكيين وإسرائيليين بشأن إنهاء البرنامج النووي الإيراني بأنه مجرد “حرب كلامية”.
كما توقع أن تلجأ إيران لاتخاذ خطوات تصعيدية بشكل أكبر الفترة المقبلة منها: الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي أو إغلاق مضيق هرمز، لافتًا أن الجانب الإيراني مازال قادرًا على التماسك حتى الأن بفضل وحدته الداخلية.
خبير: من الصعب إغلاق مضيق هرمز كـ رد إيران علي ضربات أمريكا
ومن جانبه، رأى الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أنه من الصعب تنفيذ التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز لعدة اعتبارات، منها: أن معظم مياه المضيق مياه عمانية، وأن 70% من السلع الغذائية والاستهلاكية لإيران تدخل عبر مضيق هرمز، وأن عرض المضيق في بعض من أجزائه يمتد من 60 إلى 80 ميل بحري مما يصعب على إيران غلقه بالكامل.

وذكر العميد سمير راغب رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية أن إيران بالفعل قامت بنقل اليورانيوم المخصب من بعض المواقع والمفاعلات إلى أماكن أخرى، حيث تبين أن المواقع التي استهدفتها أمريكا لم تكن تحتوي على أي مواد مشعة أو يورانيوم مُخصب.
وأضاف أنه تم اتخاذ قرار الضربة الأمريكية منذ أسبوع، وقرار استهداف البرنامج النووي الإيراني مُتخذ في عهد الرئيس الأسبق جو بايدن منذ عام كسيناريو احتياطي إن تجاوزت إيران حدودها مع إسرائيل.
وأضاف أنه تم إبلاغ إيران مُسبقًا بموعد الهجمات الأمريكية من بلاد عربية ودول أخرى، فأخذت احتياطاتها والمفاجأة الحقيقية في هذه الحرب هي الصواريخ الإيرانية خاصة الصواريخ “الفرط صوتي” التي لا تملكها إلا دول محدودة جدًا.
أوضح السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن جولات المفاوضات الخمس “الأمريكية الإيرانية” التي تمت لم تكن سوى جزء من خديعة استراتيجية كبيرة تم الاتفاق عليها مسبقًا بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وزير الخارجية الأسبق: إيران هي التي ستحدد ما سيحدث من خلال رد فعلها
وأكد السفير محمد كامل عمرو وزير الخارجية الأسبق أن إيران هي التي ستحدد ما سيحدث من خلال رد فعلها، حيث أمامها 3 اختيارات:
1- الاستسلام غير المشروط، وهو أمر مستبعد تمامًا، ولكنه إن حدث سيؤثر سلبًا على دول المنطقة ويعطي النفوذ الأكبر لإسرائيل.
2- الهجوم على القواعد الأمريكية في المنطقة والتي على مرمى حجر من إيران ولا تحتاج لصواريخ باليستية، وفي تلك الحالة يمكن أن تتدخل أمريكا بقوات على الأرض الإيرانية.
3- استمرار القصف الصاروخي لإسرائيل حفظًا لماء وجهها، معتقدًا أن إيران سيكون ردها على المدى البعيد حيث سيزيد إصرارها على امتلاك قنبلة نووية وانسحابها من اتفاقية منع الانتشار النووي.

عودة الإيرانيين بالخارج إلى طهران مرة أخرى
ومن جانبه، أوضح عمرو أحمد الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن اليومين الماضيين شهدا عودة الإيرانيين بالخارج إلى طهران مرة أخرى، وخرجت العديد من المظاهرات الرافضة للضربة الأمريكية والمؤيدة للدولة، وتزامن مع ذلك إلقاء القبض على العديد من الجواسيس بمعاونة الشعب الإيراني، ما يعني أن هناك التفاف حول القيادة السياسية الإيرانية في الوقت الراهن، وأن كثير من الإيرانيين يدركون أنهم بصدد حرب ضد بلادهم وليس النظام الإيراني.
غلق مضيق هرمز
وبشأن ما يتم نشره بشأن غلق مضيق هرمز، أوضح أن البرلمان الإيراني لم يصدر بيان عن غلق مضيق هرمز بعد، وأن هذه تصريحات من برلماني وقيادي في الحرس الثوري الإيراني لوكالة رويترز، يتحدث بأن هناك موقف داخل البرلمان يتم رفعه لمجلس الأمن القومي الإيراني، ويتم مناقشته وفكرة غلق المضيق أمر مطروح، ولكن المجلس لم يجتمع ويصدر بيان في هذا الشأن بعد.
ذكر العميد محمود محي الدين الباحث السياسي في الأمن الإقليمي أن الضربة الأمريكية لم تقضي على البرنامج النووي الإيراني بل عطلته من عامين إلى 3 أعوام، وإذا تمكن الجانب الإيراني من إعادة تشغيله ربما يستغرق الأمر 3 أشهر على الأكثر، لأن الضربة لم تكن مؤثرة بشدة.