الإعلامية نانسي ابراهيم تكتب : الدرس الصعب

نانسي ابراهيم

اكتر حاجة بتضايق ان انت لما تحب حد أوى بتثق فيه بجنون ، وتعمى عن كل عيوبه ، وما بتشوفش فيه غير مزايا وبس ، ويتحول عندك لملاك بجناحات ، وتخليه حتة منك .. فرحه يبقى فرحك ، وحزنه يتحول حزنك ، وشيلته تبقى شيلتك ، وهمه يبقى همك ، وبتعمل له حاجات ما بتعملهاش حتى لنفسك ، وتبدى مصلحته على مصلحتك ، وبتفتح له قلبك ، وترحب بيه فى عالمك ، وتدخله حياتك ، وتشاركه دنيتك بكل ما فيها من أحداث وبمن فيها من أشخاص ، وتعرفه على ناسك ويبقوا ناسه ، وتتحول معارفك ومصادرك لمصادره ، وحبايبك يبقوا حبايبه ، وأصحابك يتحولوا لأصحابه ، وتفرش له الأرض ورد متغمس بحسن نوايا ، وتقول فيه قصائد شعر لدرجة تخلى الناس تشوفه ملاك مشع أو ملكة متوجة حتى لو هو او هى مش كده .

ولما تختلف معاه ما تتكلمش عنه وحش ، وتصون العشرة ، وتكتم أسراره ، وتحتفظ بخذلانك جواك ، ولما تيجى سيرته تذكره بكل الخير عشان انت ابن أصول ، وتحتفظ بوجعك فى قلبك .

وللأسف مش بتبقى مديه أبداً خوانة رغم إن كانت هناك بوادر بتقول لك : ” حرص ولا تخون ” ، ومليون Red Flags ، لكن بلعتها ، وعديتها ، وتغافلت عنها ، وخدت صاحبك على عيبه ، وتلمست لحبايبك ١٠٠٠ عذر ، لكن لما بتكتشف حجمك عنده ، ومساحة محبتك الضئيلة جواه ، وتدرك عدم صدق نواياه ناحيتك ، وتعرف حقيقة مشاعره تجاهك … بتبعد ، وتفعل نظرية ( الهجر الجميل ) بكل هدوء .

لكن أسوأ ما فى الحكاية إنك لما بتخسره للأسف بتخسر معاه كل صحابك ، ومعارفك ، ودايرتك القريبة ، وكل الناس اللى عرفتهم عليه ، ده غير إحساسك بالخذلان ، والوجع منه ، والإنهزام ، والأذى النفسى ، والفعلى اللى صابك منه ، وصدمتك الكبيرة فيه .. لدرجة انك كل اللى عملته إنك سكت للأبد عنه .. ومعاه .

فعلا أهم درس إتعلمته لكن بأصعب طريقة … انه المفروض اننا ما نفتحش الصالة ع الصالون على اوضة النوم ع المطبخ ع الحمام ، وإن مش كل معارفك تعرفهم على بعض ، وكله يبقى فى ميزان واحد ، وما ينفعش نتعامل مع كل الناس على انهم ملايكة بجناحات ، وما ينفعش نثق ف الناس ثقة عمياء ، ولا نتوسم الخير فى كل البشر … وإكتشفت إن البراءة والعشم للأسف بيقودونا فى النهاية للهزيمة ، ولخسارة رهاننا مع نفسنا على أكتر الناس اللى حبيناهم ، وضحينا عشانهم ، ووقفنا جانبهم ، وكنا جدعان أوى معاهم ، وحطيناهم فى مكانة عالية فى قلبنا ، ووثقنا فيهم ، وما شافوش مننا غير كل خير ، وللأسف نكروه ، بل بالعكس دول حولوه لشر متعمد ، وكانوا أكثر ناس خذلونا ، وأذونا ، ووجعونا … والأوحش … إنهم خسرونا ناس كنا نظنهم أعزاء ، وكنا نعتقد إننا عندهم غاليين .
#الدرس_الصعب
#نانسى_إبراهيم