د.أحمد شندي يكتب: ادخلوا مصر آمنين

 

لطالما كانت مصر، عبر العصور، أرض الأمن والأمان، ومأوى لكل من قصدها. ومنذ أن خلد القرآن الكريم هذه العبارة المباركة: “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”، أصبحت رمزًا لطمأنينة الوافدين ومصدر راحة للمقيمين.

في عالم يعج بالاضطرابات والصراعات، تبرز مصر كواحة استقرار في محيط مضطرب، بفضل ما تمتلكه من مؤسسات أمنية قوية ويقظة، ووعي شعبي متجذر في قيم السلام والتعايش. فالأمن ليس فقط في الشوارع والحدود، بل في القلب والعقل؛ في تعامل الناس، وتعاونهم، وفي رحابة صدورهم تجاه الغريب قبل القريب.

السائح حين يطأ أرض الكنانة يشعر وكأنه في بلده، يستمتع بآثارها وتاريخها، ويتنقل بحرية بين معالمها. والمستثمر يجد فيها بيئة آمنة للعمل والنمو، مزودة ببنية تحتية حديثة وتشريعات تحمي الحقوق. أما المقيم الأجنبي، فيجد وطنًا ثانيًا يضمه دون تفرقة أو تمييز.

تلعب مصر دورًا محوريًا في تعزيز الأمن والاستقرار على الساحتين الدولية والعربية، فهي ليست فقط دولة ذات سيادة قوية داخليًا، بل أيضًا شريك فاعل في القضايا الإقليمية والدولية، لما لها من ثقل سياسي وجغرافي وتاريخي.

فعلى الصعيد العربي، كانت مصر وما زالت قلب العروبة النابض، وسندًا للأشقاء في كل الأزمات. من القضية الفلسطينية التي تبنّتها كقضية مركزية، إلى جهودها في المصالحات العربية ودورها البارز في التهدئة بين الفرقاء، تثبت القاهرة أنها بيت العرب الجامع وميزان الاعتدال.

وعلى الساحة الدولية، تحظى مصر باحترام وثقة القوى الكبرى، نظرًا لسياساتها المتزنة ومواقفها الداعية إلى الحوار وحل النزاعات سلميًا. كما أنها تلعب دورًا كبيرًا في مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والعالمي، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتأمين الحدود، والمشاركة في التحالفات الدولية.

هذا الدور الريادي لا ينفصل عن استقرارها الداخلي، حيث أصبح الأمن المصري نموذجًا يُحتذى به في محاربة التطرف، وتحقيق توازن بين الحريات العامة ومتطلبات الحفاظ على الأمن القومي.

مصر اليوم تُقدّم نفسها كضامن للسلام في المنطقة، وكدولة قادرة على حماية مصالحها ومصالح حلفائها بحكمة وقوة. ومن هنا، يبقى شعار “ادخلوها آمنين” ليس مجرد دعوة، بل واقع ملموس تدعمه الحقائق والسياسات.

مصر لا تفتح أبوابها فقط، بل تفتح قلوبها. ومن يدخلها بحق، يخرج منها بانطباع راسخ: هنا بلد الأمان.

فلتظل مصر، بحفظ الله ورعاية أبنائها، بلد الأمن والاستقرار، وملجأ لكل من ينشد السلام.

حفظ الله مصر رئيسها وشعبها وجيشها من كل سوء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى