كسوة الكعبة.. أسرار لا تعرفها عنها ولماذا تصنع من اللون الأسود؟

نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مجموعة من المعلومات الموثقة حول كسوة الكعبة المشرفة، وذلك تزامنًا مع أداء حجاج بيت الله الحرام مناسك الحج لعام 2025.
أول من كسا الكعبة المشرفة
أوضح المركز أن أول من كسا الكعبة جزئيًا هو عدنان الجدّ الأعلى للنبي محمد ﷺ، حيث استخدم في ذلك برودًا يمانية وأوصالًا وثيابًا. أما أول من كسا الكعبة كسوةً كاملة، فهو تُبّع اليماني من ملوك حمير باليمن، الذي أضاف أيضًا بابًا ومفتاحًا للكعبة.
أول امرأة تكسو الكعبة
أشار المركز إلى أن أول امرأة تكسو الكعبة هي نتيلة بنت جناب، إحدى زوجات عبد المطلب، جدّ النبي محمد ﷺ، وهي أم العباس بن عبد المطلب.
كسوة الكعبة في عهد النبي والخلفاء الراشدين
أكد المركز أن النبي محمد ﷺ بعد فتح مكة لم ينزع كسوة قريش إلا بعد احتراق جزء منها بسبب التبخير، فاستبدلها بكسوة جديدة من البرود اليمانية (ثياب بيضاء وحمراء مخططة).
وفي عهد الخليفتين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، تم كساء الكعبة بـالقباطي المصري، وهو ثوب أبيض رقيق عالي الجودة. بينما قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بكسوتها مرتين: الأولى يوم التروية بالبرود اليمانية، والثانية يوم 27 رمضان بالقباطي، ليكون بذلك أول من كسا الكعبة كسوتين.
لماذا تُكسى الكعبة باللون الأسود؟
كشف الأزهر أن الكعبة لم تكن تُكسى باللون الأسود في بدايات الإسلام؛ إذ كانت تُكسى بالحرير الأحمر. لكن خلال عهد الخليفة العباسي المتوكل، اشتكى الناس من بهتان الكسوة بسبب التمسح بها، فتم تغييرها. واستقر اللون الأسود لاحقًا في عهد الخليفة الناصر العباسي، بعد أن جُرّب اللون الأخضر أيضًا.
الكسوة المصرية للكعبة ودور مصر التاريخي
سلّط المركز الضوء على الدور الكبير لمصر في صناعة كسوة الكعبة، حيث كانت مدينة تنيس قرب بحيرة المنزلة مشهورة بأمهر النسّاجين، واستمر تصنيع الكسوة فيها أكثر من 600 عام.
وفي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، أصبحت تسع قرى مصرية موقوفة لصناعة الكسوة. أما في العصر المملوكي، فكان المحمل المصري ينطلق من بركة الحاج (المرج حاليًا) في احتفال مهيب، حاملاً الكسوة على جمل مزين يرافقه الموكب بالقرآن والمدائح، ويتجه إلى مكة عبر البحر.
حكم الاحتفاظ بقطعة من كسوة الكعبة
أكد مركز الأزهر أنه لا حرج في الاحتفاظ بقطعة من كسوة قديمة للكعبة كذكرى وتبرك، لكن أخذ أي شيء من الكسوة المتصلة بالكعبة مباشرةً يُعدّ تخريبًا منهيًا عنه شرعًا.