حكايات تاريخيه “أشجار السنط” 

 

بقلم المؤرخ : على محمد علي

شجرة السنط هي شجره أستوائيه حمل فيضان النيل بذورها الي مصر منذ قديم الازل أستخدمها الفراعنه في صناعة الابواب والتوابيت الخشبيه وأستخدمت قرونها المسماه بالقرض بفتح القاف وتسكين الراء والضاد في دبغ الجلود وعمليه التحنيط وصناعة الدواء واستخدم الصمغ العربي المستخرج منها ايضا في الصناعه والدواء وكان اسمها (شانت) الذي حرف الي سنط ولنا ونحن صغار قصص مثيره مع تلك الشجره حيث كانت منتشره علي ضفاف الترع بكثره ولا يخلو مكان منها وكل سنطه لها صاحب تسمي سنطة فلان
كنا نقوم في اوائل الثمانينات حتي منتصفها تقريبا بسط السنط أي( ضربه بالاحجار)وجمع قرون القرض التي تستخدم في دبغ الجلود نستيقظ مبكرا ونبدء من سنطتنا الخاصه الضخمه التي كانت امام منزلنا نجمع الطوب اولا ثم نضرب الفروع بالطوب والاحجار ونجمع قرون القرض في شيكاره ثم نتجه اللي السنط المجاور ونجمع الغنيمه وننتظر حتي الاثنين بفارع الصبر نجتمع علي النيل ونركب قارب يعبر بنا شرقا الي قرية أبنود التي يفصلنا عنها النيل حيث سوق ابنود لنبيع شكاير القرض منا من يحصل علي ٢٥ قرش او ١٠ قروش وكان التاجر يعرفنا لاننا صرنا موردين له فيعطينا النقود وقطع من حلوي العسل الاسود والدقيق المسماه(مطاطه) او بعض اكياس حلوي (شعر البنات) او غزل البنات ونعود من الرحلة النيليه نستظل بظلال شجرة السنط الوارفه نقتسم الاموال والحلوي مع جماعة الاقران من بنات وصبيان ويحكي كلا عن بطولاته في الرحله الجميله. رحم الله أيام لاتعوض ورحم الله شجرة جميلة كانت كما المصري البسيط مضرب المثل في الصبر حتي قال فيها أشعارا
شجر المراكب من السنط
والبحر واخد مهاجو
واجب علي الاصيل السنط
لما الخسيس ياخد مهاجو
هي الان طريقها للانقراض كما انقرض كل شئ بسيط وجميل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى