الاثري عبد العظيم فهمى يكتب: البلد وابنها

فى بلدنا نجيد التعبير بأخف الكلمات وأقلّها وزنًا، فإذا أردنا أن نُعبّر عن مجموع من الصفات التي تُشبه البلد الأصلية نقول “ابن بلد” فى رمزية للأصالة، فى طُرقَات المدينة وحواشيها وجيوبها اللانهائية،نجد الشرايين فى منبعها تتشّعب حول العِرق الكبير.
الشارع الرئيسي المألوف يقودك لأبنائه الصغار، فذلك الكبير المدعو حارة وأخيه الدرب والصغار بين عطفة وزقاق، أما الجنين فهو “عُطيفة” او “زُقيَّق”،لتجد نفسك فى شِعاب المدينة الأصلية، الكُل يُرحب طالما جئت زائرًا مستكشفًا علي وزن “ابن البلد” وليس علي وزنك أنت، تَنفتح أمامك عوالم المدينة الخَفية، لتبدأ مرحلة “المُشاغلة والمخايلة”.
فى إحدي الورش الكامنة فى شرايين المدينة، الكُل يتساوي فى الأصالة، “الجدار القديم .. الحرفي .. الحرفة”، الكُل يكَدح للبقاء، ابن البلد بسيط حدّ الماء، صلاته العمل وصِلته الرفقة والترحاب، تَعبر معه المأمول ما دمت صادقًا، يُجلسك علي بُساط الكرم ويُغرقك بالسلام.
فى أيامي الإستكشافية، أتحرر من كل شئ، فقط أبحث عن العِرق الذي يقودني للشريان، وعن السكة التي تقودني للدرب ومنه للعطفة فالزقاق بحثًا عن أَجِنّة المدينة المُستترة فى بطن الأم الكبير.