خبير: الأقمار الصناعية ترصد أي بناء على الأرض الزراعية لحظة حدوثه

ناقش الدكتور الحسين حسان، خبير التطوير الحضاري والتنمية المستدامة، عبر برنامج صباح البلد، على قناة صدى البلد، مشكلة التعديات على الأراضي الزراعية، التي تزايدت بشكل ملحوظ بعد عام 2011، كاشفًا عن الجهود الحكومية الكبيرة المبذولة لوقف الزحف العمراني العشوائي وإنقاذ الرقعة الزراعية من التآكل.
أكثر من 91 ألف فدان تعرض للتعدي منذ 2011
أكد الدكتور الحسين حسان أن حجم التعديات على الأراضي الزراعية في مصر تجاوز 91 ألف فدان منذ عام 2011، مشيرًا إلى أن هذه التعديات تعد خطرًا حقيقيًا على الأمن الغذائي المصري، وتمثل عبئًا اقتصاديًا ضخمًا على الدولة.
واستعرض الدكتور الحسين دور وحدات المتغيرات المكانية التي أنشأتها إدارة المساحة العسكرية في رصد التعديات على الأراضي الزراعية، وأوضح أن هذه الوحدات تستخدم صور الأقمار الصناعية لرصد أي تغيير في الاستخدام المكاني للأرض لحظة حدوثه، سواء كان ذلك بناء مخالفًا أو تشويها للرقعة الزراعية.
وأضاف أن البيانات ترسل مباشرة إلى الوحدات المحلية، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في سرعة التنفيذ، حيث تتفاوت الاستجابة من محافظة لأخرى، وهو ما يستدعي مشروعًا وطنيًا متكاملًا لتحسين التنسيق بين الأجهزة المختلفة.
وأوضح الدكتور الحسين أن الدولة اتخذت إجراءات صارمة ضد المخالفين، منها عقوبات تصل إلى السجن من سنتين إلى خمس سنوات، وغرامات تصل إلى مليوني جنيه، بالإضافة إلى إلزام المتعدي بإعادة الأرض إلى حالتها الأصلية إن أمكن.
مشروع الصوب الزراعية، خطوة استراتيجية لمواجهة نقص الإنتاج
وفي المقابل، أشار الدكتور الحسين إلى أن الدولة تعمل على تعويض الفاقد من الأراضي الزراعية من خلال مشروعات كبرى مثل مشروع الـ16,000 فدان من الصوب الزراعية، الذي يعادل إنتاجه ما يقارب 160,000 فدان من الزراعة التقليدية، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاستدامة.
بيع الأراضي الزراعية لمصانع الطوب يعد جريمة في حق المستقبل
انتقد الدكتور الحسين السلوكيات الفردية التي تسهم في تفاقم الأزمة، مثل بيع الأراضي الزراعية لمصانع الطوب الأحمر أو البناء عليها من أجل مكاسب قصيرة المدى، واصفًا هذه الأفعال بـ”الجريمة” التي تؤثر على حق الأجيال القادمة في الغذاء.
ورغم جهود الدولة في إنشاء مدن جديدة مثل “الأقصر الجديدة” وغيرها، إلا أن البعض لا يزال يفضل البناء على الأراضي الزراعية، متجاهلين البدائل الآمنة التي توفرها الحكومة، وشدد الدكتور الحسين على أن الحفاظ على الرقعة الزراعية مسؤولية جماعية، وأن على المواطن أن يدرك أن الأرض الزراعية “حتى لو كانت ملكًا خاصًا، فهي ثروة قومية”.
الحسين: الدولة تواجه الزحف العمراني بقوة
أكد الدكتور الحسين أن الاجتماعات المكثفة بين رئيس الوزراء والمحافظين ومديري الأمن تعزز من جهود التصدي للتعديات، وتسهم في تنفيذ قرارات الإزالة بشكل أسرع، خاصة بعد توجيهات القيادة السياسية بوضع “حزام ناري” لحماية الأراضي الزراعية، وفي ظل التغيرات العالمية وارتفاع تحديات الأمن الغذائي، تسعى مصر لحماية ما تبقى من أراضيها الزراعية عبر خطط تنموية وتشريعات رادعة.
إلا أن نجاح هذه الجهود يتطلب رفع الوعي المجتمعي بأهمية الأرض الزراعية، والتعاون بين الدولة والمواطن في الحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة.