هل يُهدد البناء العشوائي حياة أطفال القدس الشرقية؟

كتبت يارا المصري
ازدادت ظاهرة البناء العشوائي خلال الآونة الأخيرة في أحياء القدس الشرقية، وهي ليست بجديدة، حيث امتدت مؤخرًا لتشمل العديد من الأحياء، يحدث هذا عندما يُجري السكان، بسبب ظروفهم المعيشية، إصلاحات وتوسيعات غير مرخصة لمساحات معيشتهم، مثل مد خطوط كهرباء غير قانونية، أو إضافة أعمدة كهرباء، أو توسيع منازل بشرفات دون الحصول على التصاريح الهندسية اللازمة لذلك.
وقد وقعت حوادث خطيرة بالفعل مؤخرًا، حيث انهارت شرفة بُنيت دون تصاريح، مما أدى إلى إصابة شاب في أحد الأحياء. وفي بداية الشتاء، انهار عمود كهرباء تم وضعه بشكل غير قانوني على أطفال كانوا في طريقهم إلى المدرسة.
ولحسن الحظ، لم يُصب الأطفال بأذى. ومع اقتراب العطلة الصيفية، حيث من المتوقع أن يقضي آلاف الأطفال من القدس الشرقية ساعات طويلة خارج منازلهم، يتزايد القلق بشأن مخاطر البناء في الأحياء.
ولمواجهة هذه المخاطر، حُثّ أولياء الأمور على التحدث مع أبنائهم والتأكد من معرفتهم بكيفية تجنب المناطق الخطرة، بينما يقوم مفتشو المدارس بدوريات في الأحياء للحد من هذه الظاهرة وضمان سلامة السكان.
وفي حادث مشابه، فقد انهار مدخل منزل يعود لمواطن مقدسي في باب السلسلة بالبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، منذ عدة أيام، مما أسفر عن إحداث حفرة بقطر نحو متر ونصف.
وقال عبد الرازق عسيلة، نجل صاحب المنزل، إن هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها أجزاء من منزل عائلته لانهيارات، جراء الحفر غير السليم وعدم وجود التخطيط الهندسي اللازم للبيت مع مراعاة نوعية التربة في البلدة القديمة.
وأشار إلى أن عائلته تقطن في المنزل منذ أكثر منذ 80 عامًا، ومساحته نحو 150 مترا مربعا ويأوي 10 أفراد، معربا عن تخوفه من كارثة كبيرة قد تلحق بمنزل عائلته والمنازل المجاورة نتيجة هذه المشكلات.
وشدد عسيلة على أن معظم منازل القدس القديمة بحاجة للترميم والصيانة كونها قديمة الإنشاء، وكذلك نتيجة ما تتعرض له من مخاطر سببها الاهمال وعدم اتباع اجراءات البناء اللازمة.
كما يشار إلى أن “إسرائيل” تتبع نهج هدم العديد من المنازل التي تم بناؤها بشكل مخالف للقانون، وذلك بموجب أنظمة تقسيم المناطق، التي تصنف حوالي 72% من الضفة الغربية على أنها أراض زراعية أو حدائق وطنية، وفقا للجنة الإسرائيلية ضد هدم المنازل حيث كان هذا هو الحال في بيت عربية؛ حيث تم رفض الطلب الأول للعائلات للحصول على تصريح بناء لأن أراضيهم تقع ضمن هذا التصنيف، وذلك بسبب أنها كانت اراضي زراعية بحيث يمكن زراعتها والاستفادة منها بحسب تقديراتهم.