مأمون الشناوي يكتب:  ورقة االتوت !! 

لماذا يُصاب ( الكثير من ) الذين يخرجون إلى المعاش بالاكتئاب ، وخاصة من القيادات ؟! .
أعترف أنه كانت علاقتى برؤسائى فى العمل سيئة على طول الخط ، إلا القليل النادر منهم ، ذلك لأنهم يعرفون أننى أعرف أنهم لايستحقون تلك الكراسى التى يجلسون عليها ، ولا تلك المناصب التى يتبوأونها ، وأنهم وصلوا إليها على جثث الآخرين ، ولأننى كنت أرفض النظام كله ، وأعادى سياساته الفاسدة ؛ وقد كانوا هم جزءً من هذا الفساد وطرحاً له ، ونتيجة من نتائجه ، فإنني بالتالى أرفضهم ، ولا أعترف بهم ، وأعاملهم بقرف شديد ، وكنت أحترم الواحد منهم ، حتى إذا ما احتل موقعاً قيادياً تحولت ضده ، ونفرت منه ، لأنهم جميعا لم يكن ممكنا لأى منهم الوصول إلى منصب قيادى إلا بالرشوة والمحسوبية ، والنفاق والتزلف ، [ كان أكثر ما يزعجني ، إذا تقدم خمسة مثلاً لمنصب ما ، فإن الاختيار يقع علي أسوأ مَن فيهم ]!!.
والغريب يا أخى أن الواحد منهم بمجرد اعتلائه كرسياً قيادياً ، يتحول إلى هارون الرشيد ، فتصبح كل النساء العاملات معه مستباحة في نظره ، إماء لجلالته ، تحت أمره ، ويندهش حين ترفض إحداهن تحرشاته ووقاحاته ، ويبدأ فى اضطهادها والكيد لها ، كما يتحول بقدرة قادر إلى فيلسوف يمتلك بلاغة المتنبى وحكمة أرسطو ، ويرزقه الله ببطانة وصهبجية يهللون له ، ويحولون كل عطسة منه إلى حكمة بليغة ، وكل كحة له إلى مقولة مأثورة ، وكل فشخة من فمة الى نكتة تنافس حمادة سلطان واسماعيل ياسين !!.
هذا النمط من القيادات الفارغة ، التى استولت على كل المناصب لعشرات السنين ، عندما يخرج الواحد منهم إلى المعاش ، لابد أن يُصاب بصدمة حادة ، واكتئاب مزمن ، لأنه يعود الى حقيقته ، وقد نزع منه المنصب ، فتعرى ، وسقطت ورقة التوت عنه ، فلا يجد أحداً يسمعه ، ولا لكلامه قيمة ، ولا هو أرسطو ولا المتنبى كما خدعوه الشماشرجية ، ولا حتى المعلم فتحى طنجة ، وإنما هو مجرد شخص تافه ، يسخر منه أقرب الناس منه ، حتى أولاده وزوجته ، ويصبح عالة عليهم ، ومصدر إزعاج وقلق ، ويتمنون موته ، ليرثوا معاشه الكبير الذى كوّنه بالغش والتزوير والتدليس !!.
ولايجد صاحبنا مهرباً سوى بالمواظبة على ارتياد المساجد ، والادعاء بالتقوى ، والحرص على أداء الصلوات فى المسجد فى حينها ، وهو فى كل الحالات كاذب ، أفاق ، مُخادع ، ولكنه فقط يغير من ثوب الكذب والخداع الذى يرتديه ، فلا يفارقه الإكتئاب الحاد حتى ينقضي أجله ، وكلما كان ربك غاضباً عليه ، بارك له فى هذا العمر ، وأطال له فيه !!.
فهل تعتبرون يامن تخلفونهم فى كراسيهم الزائلة !!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى