قانون الايجارات القديمة .. 60 يوما وينتهي ملف الإيجار بشكل نهائي

قانون الايجارات القديمة يهم ملايين المصريين في كافة محافظات الجمهورية، في الوقت الذي قدمت الحكومة مشروع قانون الإيجارات القديمة إلى مجلس النواب، بعد انتظار استمر لسنوات لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف.
قانون الايجارات القديمة
ويأتي مشروع الحكومة بهدف معالجة أزمة تاريخية تمس حياة الملايين، سواء من المستأجرين أو الملاك، حيث أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال مؤتمر صحفي عقد بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أن القانون الجديد سيراعي كافة الأبعاد الاجتماعية، ويحقق توازنًا عادلًا بين طرفي العلاقة الإيجارية.
آخر تطورات قانون الإيجار القديم
وأوضح مدبولي أن الدولة التزمت بحكم المحكمة الدستورية العليا الذي ألزم البرلمان بضرورة إصدار القانون قبل نهاية الفصل التشريعي الحالي، مما يعزز من أهمية سرعة مناقشة المشروع داخل البرلمان، مضيفا أن الحكومة وضعت مشروع القانون بالتنسيق مع كافة الوزارات المعنية، ورفعته إلى البرلمان لبدء نقاش مجتمعي موسع يضمن الاستماع لكافة الآراء.
أبرز ملامح مشروع قانون الإيجار القديم
من أبرز ما تضمنه المشروع الجديد هو تحديد قيمة إيجارية جديدة للمساكن الخاضعة لقانون الإيجار القديم، سواء في المدن أو القرى، على أن تكون هناك فترة انتقالية لا تقل عن خمس سنوات، خلال هذه الفترة، ستتم زيادة القيمة الإيجارية تدريجيًا مراعاة للبعد الاجتماعي والاقتصادي للسكان.
وأكد رئيس الوزراء على وجود مقترحات لضبط هذه العلاقة، بما يحقق التوازن دون الإضرار بأي من الطرفين.
كذلك يتضمن مشروع القانون ضوابط تضمن عدم طرد المستأجرين فورًا أو إخلائهم، مع ضمان حق السكن للأسر غير القادرة، من خلال إدماجهم في مشروعات الإسكان الاجتماعي، وهو ما اعتبره المراقبون نهجًا إنسانيًا يُراعي الواقع المعيشي لكثير من المستأجرين القدامى.
البرلمان يبدأ مناقشة «الإيجارات» داخل اللجان
بعد إحالة قانون الإيجارات القديمة إلى مجلس النواب أعلن المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس، إحالة مشروعي القانونين المقدمين من الحكومة إلى اللجنة المشتركة من لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير، ومكتبي لجنتي الإدارة المحلية، والشؤون الدستورية والتشريعية.
وأوضح جبالي أن البرلمان سيتيح الفرصة الكاملة للملاك والمستأجرين للتعبير عن آرائهم بمنتهى الشفافية، مشددًا على أن مشروع القانون لن يخرج من المجلس إلا بصيغة تشريعية متوازنة تضمن حقوق الجميع، كما كلف اللجنة المشتركة بإجراء حوار مجتمعي شامل يضم المجلس القومي لحقوق الإنسان، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وعددا من أساتذة القانون وخبراء الاقتصاد والإسكان.
لا طرد في مشروع قانون الإيجار القديم
غي غضون ذلك، أكد النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أن القانون الجديد لن يهدف بأي شكل إلى طرد أو إخلاء المستأجرين في الوقت الحالي، بل يسعى لتنظيم العلاقة القانونية بين الطرفين، وتحقيق العدالة في القيمة الإيجارية.
وأضاف: «الدولة بكل مؤسساتها لن تسمح بخروج أحد من شقته دون حل يراعي ظروفه»، مشددًا على أن القانون سيصدر بطريقة توازن بين متطلبات العدالة الاجتماعية والاقتصاد.
كما أوضح في تصريحات أن البرلمان يقف على الحياد التام بين الطرفين، وأن أي معالجة قانونية يجب أن تكون مصحوبة بحلول إنسانية، خاصة لكبار السن ومحدودي الدخل، مع ضرورة وضع تصور حكومي شامل قبل صدور القانون.
انفراجة حقيقية
بدوره، صرح الدكتور أحمد بحيري، المستشار القانوني لجمعية المضارين من قانون الإيجار القديم، بأن مشروع القانون الجديد يمثل انفراجة حقيقية، مؤكدًا أنه لا يستهدف الإضرار بالمستأجرين غير القادرين، وأوضح أن المستأجرين سيوفر لهم القانون الجديد فترة انتقالية مناسبة، إلى جانب إمكانية الاستفادة من وحدات الإسكان الاجتماعي.
وأضاف بحيري أن المقترحات تتضمن منح المستأجرين فترة ثلاث سنوات، بحيث تكون القيمة الإيجارية 60% من القيمة العادلة، متضمنة الضريبة العقارية، ما يُعد طرحًا متوازنًا يعيد الحقوق لأصحاب العقارات دون إضرار بالمواطن البسيط.
ومع إحالة المشروع إلى اللجان المختصة، بدأت المهلة الدستورية المقررة وهى 60 يومًا لإصدار القانون، وهى الفترة الملزمة التي يجب خلالها على مجلس النواب إنهاء مناقشة المشروع والتصويت عليه. وتعد هذه المهلة الفرصة الأخيرة أمام البرلمان لإنهاء واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا وتأثيرًا على الشارع المصري في السنوات الأخيرة.