مذبحة السياح في كشمير تشعل نار الحرب بين الهند وباكستان

شهدت العلاقات بين الهند وباكستان تصعيدًا حادًا بعد هجوم دموي في الشطر الهندي من كشمير أودى بحياة أكثر من 24 سائحًا، وهو الأعنف من نوعه منذ سنوات، كما تبادلت الدولتان النوويتان الاتهامات واتخذتا إجراءات دبلوماسية واقتصادية غير مسبوقة تهدد بتفاقم التوتر الإقليمي في جنوب آسيا.
تفاصيل الهجوم في كشمير ومقتل 24 سائحًا والاتهامات تتصاعد
أعلن مسؤولون في الشرطة الهندية عن مقتل 24 مدنيًا على الأقل في منتجع “باهالغام”الواقع في الشطر الهندي من كشمير، بعد أن فتح مسلحون النار على مجموعة من السياح يوم الثلاثاء، الموافق 22 أبريل 2025، وأشارت السلطات الهندية إلى أن هذا الهجوم هو الأشد الذي يستهدف مدنيين في الإقليم منذ سنوات، رغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن العملية حتى الآن، كما أن الهجوم وقع على بعد نحو 90 كيلومترًا من مدينة سريناغار، العاصمة الصيفية لإقليم كشمير.
شـــــــــــــــــاهـــــــــــد فيـــــــــــــديـــــــــو الهجـــــــــــوم من هنــــــــــــــــا
رد فعل الهند: تحميل باكستان المسؤولية وإجراءات تصعيدية فورية
اتهمت الحكومة الهندية باكستان بدعم “الإرهاب العابر للحدود”، واعتبرت الهجوم امتدادًا للتمرد الذي تشهده كشمير منذ عام 1989، والذي تسعى فيه فصائل متمردة إلى استقلال الإقليم أو انضمامه لباكستان، وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن منفذي الهجوم “سيدفعون الثمن”، منددا بـ”العمل الشنيع”، وأهم الإجراءات التي أعلنتها الهند:
- تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند الموقعة مع باكستان عام 1960.
- إغلاق معبر “أتاري-واجا” الحدودي الرئيسي بين البلدين.
- تخفيض عدد الدبلوماسيين الباكستانيين في نيودلهي.
- اعتبار مستشاري الدفاع البحري والجوي الباكستانيين “أشخاصًا غير مرغوب فيهم”.
- منع الباكستانيين من دخول الهند بتأشيرات خاصة، ومطالبتهم بالمغادرة بحلول 29 أبريل.
رد باكستان: إنكار التورط وتحذير من “إجراءات رد حازمة”
من جهتها، نفت باكستان أي تورط في الهجوم، ووصفت الاتهامات الهندية بأنها “غير عادلة وذات طابع سياسي”، وأعربت عن قلقها تجاه التصعيد، مشددة على أنها تدعم حق سكان كشمير في تقرير مصيرهم، وأهم إجراءات باكستان المضادة:
- إعلان مستشاري الدفاع الهنود في إسلام آباد “غير مرغوب فيهم”.
- إلغاء التأشيرات الممنوحة للمواطنين الهنود باستثناء الحجاج السيخ.
- إغلاق الحدود البرية والمجال الجوي أمام الطيران الهندي.
- الدعوة لاجتماع طارئ للجنة الأمن القومي الباكستانية لمناقشة الرد.
خلفية النزاع الهندي الباكستاني حول كشمير
يرجع النزاع على كشمير إلى عام 1947، بعد استقلال الهند وباكستان عن بريطانيا، وقد خاضت الدولتان ثلاث حروب بسبب الإقليم، بينما تواصل كل منهما المطالبة بالسيادة الكاملة عليه.

وإقليم كشمير ذو أغلبية مسلمة، ويقسم بين الهند وباكستان، ورغم وجود خط للسيطرة، لا تزال المواجهات المسلحة متكررة، وتعتبر كشمير من أخطر بؤر التوتر الجيوسياسي في آسيا.
ومن أخطر الإجراءات التي اتخذتها الهند، تعليق العمل بمعاهدة تقاسم مياه نهر السند، الموقعة عام 1960 بوساطة البنك الدولي. وصرحت وزارة الخارجية الهندية أن التعليق سيستمر حتى “تتوقف باكستان بشكل موثوق ونهائي عن دعم الإرهاب عبر الحدود”، وفي المقابل، اعتبرت باكستان أن أي محاولة للمساس بحقوقها المائية تمثل “عملًا عدائيًا”، وأكدت أنها “لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها المائية”.
يرى مراقبون أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى انهيار ما تبقى من القنوات الدبلوماسية بين الجانبين، في وقت تزداد فيه الضغوط الداخلية على حكومتي البلدين. ويُعد تعليق معاهدة المياه وتبادل الطرد الدبلوماسي من أخطر الخطوات منذ عقود، ما يهدد بإشعال نزاع جديد في منطقة تملك فيها الدولتان أسلحة نووية.