نظرا لما تمتلكه مصر من ثروات سياحية كبيرة وعظيمة متمثلة في الآثار والبحار والمحميات والمزارات الدينية والأماكن الاستشفائية والعلاجية
ولان السياحة تمثل قاطرة الاقتصاد وتمثل أحد اهم مصادر العملة الأجنبية حيث أن السياحة تساهم بأكثر من ١٢٪من الناتج القومي المحلي الاجمالي وتوفر ملايين الوظائف للمصريين في مختلف القطاعات المرتبطة بالنشاط السياحي ومع ذلك هناك العديد من التحديات التي تواجه السياحة بسبب الازمات السياسية والحروب بالاضافة الي جائحة كورونا التي اثرت بشكل كبير علي القطاع السياحي عالميا ومحليا
لذا فان تنشيط السياحة يتطلب استراتيجية شاملة تعتمد علي تطوير البنية التحتيه وتعزيز الأمن والاستفادة من المقومات الفريدة التي تمتلكها مصر حيث يعد الأمن والاستقرار احد اهم عوامل الجذب السياحي
وهذا الموضوع يحتاج الي اعادة تحسين الصورة الذهنية لدي الاجانب عن الامن ليتم الوصول علي عقيدة راسخة ان التعامل الامني يكون لمصلحة السائح وحمايته وليس تشديدا عليه ويتم التعامل الامني اللائق في الواجهات السياحية مثل المطارات والموانيء والمواقع الاثرية ويتم التخلص من بعض التحذيرات الأمنية غير الضرورية التي تؤثر علي نفسية وعقلية السائح مثل منع التصوير مثلا في بعض الاماكن فالسائح يأتي ليستمتع بكل دقيقة من وقته ويريد تسجيل رحلته لتكون مبعث حب لذكري جميلة حتي لو كانت في صورة التقطها مع بائع او بجوار أثر وهذه الصور حين تنشر علي السوشيال تكون خير رسالة للترويج سياحيا لمصر
كما ان الاعلام عليه عبء كبير لتوعية المواطنين حول التعامل مع السائح حيث يمثل وجوده فائدة كبيرة تعود بالخير علي الوطن والمواطن وعدم استغلاله وعدم مضايقته ووضع التشريعات الصارمه التي تجرم مثل هذه الافعال كما ان هناك ضرورة كبيرة للاهتمام بالشكل الحضاري للبلاد وشبكة الطرق والمواصلات العامة والخاصة لتكون بالشكل المطلوب والآمن وازالة كافة العوائق والعقبات التي تحول دون تنفيذ ذلك
والزام الجهات المنوطة بازالة التراكمات وتنظيف الشوارع بشكل يومي وتشجيرها وازالة اي تعديات علي الارصفة ومتابعة ذلك يوميا من المسئولين عن الاحياء
اذا لابد من تطوير البنية التحتية وتقديم خدمات عالية الجودة وبسعر معقول دون استغلال للسائح وتطوير المطارات لاستقبال اكبر عدد من الرحلات الدولية ولا مانع ان يتم انشاء عدة مطارات لاستقبال السياحة بعيدا عن المطارات الحالية وتكون قريبة من الاماكن السياحية
مع تحسين شبكة الطرق وان يتم عمل صيانة دورية للطرق وما يحدث حاليا يتم انشاء طريق علي مستوي عالي وتترك الصيانة فيتم تراكم الرمال والاتربة علي جانبي الطريق بالسنوات في مشهد بشع غير حضاري كما ان التوسع في النقل البحري واستغلال نهر النيل سياحيا سيكون احد اهم عوامل الجذب السياحي لما يتمتع به النيل من شهرة عالمية
ويمكن استعادة فعاليات رياضات التجديف والسباحة العالمية من خلال اقامة فعاليات تتم في الاماكن الملائمة لذلك وعلي الدولة ان تدعم اقامة المنشآت السياحية وتقدم حوافز اعفاءات ضريبية وتخصص اماكن لاقامة تلك المنشآت للقطاعات الجادة التي تريد الاستثمار في هذا القطاع علي ان تكون الانشاءات حسب المعايير الدولية وعلي الدولة الاستعانة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتسهيل حجز الفنادق وتعزيز الواقع الافتراضي للمزارات السياحية
وعلي الدولة تطوير المدن السياحية وتوسيعها مثل شرم والغردقة ومرسي علم والاهتمام بالمزارات الدينية كطريق العائلة المقدسة وسانت كاترين وعيون موسي والاهتمام بالدائرة والمساجد الاثرية وازالة اي اشكال من البلطجة او التمسح بالسياح ومضايقتهم
كما انه علي الدولة خلق شركاء من الخارج مع تقديم حوافز وتسهيلات لوكلاء السفر والسياحة الخارجيين وتقديم حوافز مالية وتسهيلات لوجستية والتعاون في تسهيل الاجراءات وتسهيل عمليات الدخول والمغادرة بيسر وامان
كما يجب تدريب وتاهيل جميع العاملين في القطاع السياحي بدورة شاملة حول كيفية التعامل مع السائح والظهور بمظهر مشرف يليق بقيمة وحضارة مصر
ويجب ان نعلم ان تنشيط السياحة في مصر ضرورة وليس خيار وكما راينا زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لمصر واندماجه بالشارع المصري وزيارة الاماكن الشعبية كان لها اثر عظيم وانطباع رائع وعلي الدولة السعي نحو تكرار مثل هذه الاحداث التي تعطي انطباع رائع وثقة في مصر سياحيا