فيروسات زومبي.. وباء جديد يهدد البشرية قادم من القطب الشمالي

مدن
بينما لا يزال العالم يتذكر التداعيات المدمرة لوباء كوفيد-19، يحذر علماء المناخ من خطر داهم قد ينبعث من القطب الشمالي المتجمد. تشير تقارير حديثة إلى أن ذوبان الجليد في هذه المنطقة القطبية قد يؤدي إلى إطلاق فيروسات وبكتيريا قديمة، أطلق عليها اسم “ميكروبات متوشالح” أو فيروسات “زومبي”، والتي لديها القدرة على إحداث جائحة عالمية جديدة. فما هي حقيقة هذه التهديدات؟
“ميكروبات متوشالح”: كائنات كامنة تستيقظ من سبات آلاف السنين:
- وفقًا لدراسة نشرتها “ديلي ميل”، فإن المخاوف تتركز حول ميكروبات وظلت كامنة في التربة وأجسام الحيوانات المتجمدة لعشرات الآلاف من السنين. ومع ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد الدائم، يخشى العلماء من أن هذه الأمراض القديمة قد تصبح قادرة على إصابة البشر.
تغير المناخ يذيب الحواجز ويطلق الأمراض القديمة:
- يحذر الدكتور خالد عباس، المشارك في الدراسة من جامعة الشارقة، من أن “تغير المناخ لا يؤدي إلى ذوبان الجليد فحسب، بل إنه يذيب الحواجز بين النظم البيئية والحيوانات والبشر.” ويضيف: “قد يؤدي ذوبان الجليد الدائم إلى إطلاق بكتيريا أو فيروسات قديمة كانت متجمدة لآلاف السنين.”
أبحاث سابقة تؤكد قدرة الميكروبات القطبية على الإصابة:
- على مدى أكثر من عقد، أدرك العلماء أن البكتيريا والفيروسات المتجمدة في القطب الشمالي لا تزال تحتفظ بقدرتها على إصابة الكائنات الحية. ففي عام 2014، تمكن العلماء من عزل فيروسات من التربة الصقيعية في سيبيريا وأظهروا أنها لا تزال قادرة على إصابة الخلايا الحية رغم تجميدها لآلاف السنين. وفي عام 2023، نجح العلماء في إحياء فيروس الأميبا الذي ظل متجمدًا لمدة 48500 عام.
الخطر لا يقتصر على التربة الصقيعية.. الأنهار الجليدية تخفي فيروسات عتيقة:
- لا تقتصر المخاطر على مناطق التربة الصقيعية وحدها، بل يمكن العثور على مسببات الأمراض الخاملة أيضًا في المسطحات الجليدية الكبيرة مثل الأنهار الجليدية. ففي العام الماضي، اكتشف العلماء 1700 فيروس قديم مختبئ في أعماق نهر جليدي، معظمها لم يسبق رؤيته من قبل ويعود تاريخها إلى حوالي 41 ألف عام، وقد نجحت في البقاء على قيد الحياة بعد ثلاثة تحولات مناخية كبرى.
ذوبان الجليد يطلق العنان للميكروبات الخطيرة:
- يكمن القلق الأكبر لدى علماء المناخ في أن هذه الفيروسات والبكتيريا قد لا تظل مدفونة لفترة طويلة. فعندما يضطرب الجليد أو التربة الصقيعية أو يذوب، يتم إطلاق أي ميكروبات موجودة بداخلها إلى البيئة، وكثير منها يمكن أن يكون خطيرًا. وقد اكتشف الباحثون بالفعل أقارب لفيروسات قديمة مثل فيروس حمى الخنازير الأفريقية في ذئب سيبيري مجمد عمره 27 ألف عام، وكان الفيروس لا يزال قادرًا على إصابة الأميبا وقتلها في المختبر.
احتمالية منخفضة ولكن حجم المخاطر كبير:
- يقدر الباحثون أن واحدًا فقط من كل 100 من مسببات الأمراض القديمة قد يعطل النظام البيئي، لكن الحجم الهائل من الميكروبات التي قد يتم إطلاقها يجعل وقوع حادث خطير أكثر احتمالًا.
حوادث سابقة تثير القلق.. جراثيم الجمرة الخبيثة كمثال:
- في عام 2016، تسربت جراثيم الجمرة الخبيثة من جثة حيوان ظلت مجمدة في التربة الصقيعية في سيبيريا لمدة 75 عامًا، مما أدى إلى إصابة العشرات ووفاة طفل، مما يوضح الخطر الحقيقي الكامن في هذه الميكروبات القديمة.
انتقال الأمراض إلى الحيوانات يزيد من خطر إصابة البشر:
- يكمن الخطر الأكبر في استقرار المرض بين الحيوانات، حيث يؤدي تزايد الاتصال بين الحيوانات والبشر إلى زيادة احتمالية انتقال المرض إلى البشر كمرض “حيواني المنشأ”. ويشير الباحثون إلى أن حوالي ثلاثة أرباع الإصابات البشرية المعروفة هي أمراض حيوانية المنشأ، بما في ذلك تلك الموجودة في القطب الشمالي.
القطب الشمالي.. نقطة انطلاق وبائي خطيرة مع بنية طبية ضعيفة:
- يحذر الباحثون من أن مناطق القطب الشمالي تشكل نقطة انطلاق خطيرة بشكل خاص لانتشار الأوبئة، نظرًا لقلة البنية التحتية الطبية في تلك المنطقة. ويشيرون بالفعل إلى انتشار أمراض حيوانية المنشأ مثل حمى هانتا النزفية والطفيلي توكسوبلازما جوندي في جميع أنحاء منطقة القطب الشمالي.