إذا كنت ستتصل بالكائنات الفضائية.. استخدم هذا الرقم

في عالم الاكتشافات الكونية المثيرة، هناك تساؤل قد يخطر على بال الكثيرين: كيف يمكن للبشر التواصل مع الكائنات الفضائية؟

الإجابة قد تكون أبسط مما نتخيل، فنحن لا نتحدث هنا عن رسائل مشفرة أو إشارات لامعة معقدة، بل عن شيء أساسي للغاية، وهو إشعاع بطول موجي يبلغ 21 سنتيمتر.

هل تكشف طاقة الثقوب السوداء عن الحضارات الفضائية؟

وعندما يتعلق الأمر بالتواصل عبر الفضاء الواسع، يعد استخدام الموجات الكهرومغناطيسية (الضوء) الخيار الأكثر فعالية، فهي سريعة وموثوقة وتعتبر الطريقة العملية الأكثر استخداما لإرسال رسائل إلى الحضارات الأخرى في الكون. ولكن لماذا تحديدًا 21 سنتيمتر؟ هنا يكمن السر العلمي الذي أورد تقرير نشره موقع “الكون اليوم”.

سر إشعاع 21 سنتيمتر: قلب الهيدروجين
إشعاع 21 سنتيمتر ليس مجرد تردد عشوائي، بل يرتبط بظاهرة أساسية في علم الفيزياء تُعرف باسم “تقلب دوران الهيدروجين”، ويتكون ذرة الهيدروجين من بروتون وإلكترون، وكلاهما يتمتع بخاصية تُسمى “الدوران”، ولتتخيل الدوران وكأنه سهم صغير يشير إما لأعلى أو لأسفل.

أحيانًا، في أعماق الفضاء، قد يحدث أن يقلب الإلكترون في ذرة الهيدروجين اتجاه دورانه، مما يؤدي إلى إطلاق طاقة على شكل إشعاع بطول موجي يبلغ 21 سنتيمتر.

لماذا يُعد هذا مهما؟
أي حضارة ذكية، سواء كانت تمتلك جلدا أزرق أو مجسات غريبة، ستكتشف في نهاية المطاف الهيدروجين، وتفهم مفهوم الدوران، وتتعامل مع ميكانيكا الكم. سيعرفون أيضا إشعاع 21 سنتيمتر، حتى لو كانوا يطلقون عليه اسمًا آخر، لأن الفكرة نفسها تظل عالمية، إنه بمثابة “حجر رشيد كوني” يمكن أن يكون مفتاح التواصل بين الحضارات.

إشعاع 21 سنتيمتر: جواز السفر بين النجوم

ما يجعل إشعاع 21 سنتيمتر مناسبًا للتواصل عبر المسافات الطويلة هو قدرته على اختراق الغبار الكوني، الفضاء مليء بالغبار الذي يحجب أنواعا أخرى من الضوء، لكن موجات 21 سنتيمتر تتجاوز هذه العقبات بسهولة، لتوصل الرسائل عبر مسافات شاسعة.

إرث ناسا: رسائل فضائية محفورة على ألواح

هل تعلم أن مركبة “بايونير” التي أطلقتها ناسا في السبعينيات تحمل ألواحا تحتوي على رسم توضيحي يُظهر تقلب دوران الهيدروجين؟ فكل القياسات الأخرى على اللوح، بما في ذلك طول الإنسان، تستند إلى هذا البُعد الأساسي.

و الفكرة هي أن أي كائنات فضائية قد تكتشف هذه الإشارة، ستتمكن من فك رموز بقية الرسالة استنادا إلى هذه الظاهرة الفيزيائية.

هل سيتلقى البشر إشارات فضائية؟

تخيل سيناريو حيث يكتشف علماء الفلك على الأرض فجأة زيادة في إشعاع 21 سنتيمتر، لكن هذه المرة، الإشارة ليست عشوائية، بل موجهة ومتعمدة. قد يكون ذلك بمثابة رسالة “مرحبا” من حضارة فضائية بعيدة.

وفي النهاية، فإن استخدام إشعاع 21 سنتيمتر للتواصل مع الكائنات الفضائية يعتمد على مبدأ فيزيائي عالمي. ومن يعلم؟ ربما في يوم من الأيام، عندما نلتقط تلك الإشارة، سنعلم أن هناك حضارة أخرى في الكون قد توصلت إلى نفس الحل الكوني الذي توصلنا إليه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى