تحذيرات إسرائيلية متصاعدة: قمع الاحتفالات بتحرير الأسرى في القدس والضفة

يارا المصري
في ظل تواصل عمليات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقات التبادل، شددت السلطات الإسرائيلية من إجراءاتها لمنع التجمعات والاحتفالات التي ترافق عودة الأسرى إلى منازلهم، خصوصًا في القدس الشرقية والضفة الغربية. وخلال الأسبوع الماضي، شهدت العديد من المناطق تدخلات مكثفة من الشرطة الإسرائيلية، بهدف تفريق التجمعات والحد من مظاهر الفرح.
في إحدى الحوادث، قامت الشرطة الإسرائيلية باعتقال عدد من أفراد عائلة أبو هدار لمحاولتهم إطلاق الألعاب النارية احتفالًا بتحرير ذويهم. وفي حالة أخرى، فرّقت قوات الأمن تجمعًا لاستقبال الأسير المحرر ناصر صبحي أبو خليفة، تلاه اعتقال شابين، بالإضافة إلى تفتيش منزل الأسير المُفرج عنه. وتأتي هذه الإجراءات في إطار تصعيد ملحوظ، يتوقع أن يستمر طوال فترة الإفراج عن الأسرى.
وبالتزامن مع ذلك، اقتحمت القوات الإسرائيلية منزلَي الأسيرين المحررين عماد أبو رموز في الخليل وخالد نواورة في بيت لحم. وقد أفرجت إسرائيل عن 183 أسيرًا فلسطينيًا خلال الأيام الماضية، من بينهم 111 أسيرًا كانوا قد اعتُقلوا من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في سياق متصل، أطلقت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ثلاثة أسرى إسرائيليين للجنة الدولية للصليب الأحمر ضمن الدفعة الرابعة من عملية التبادل، التي شهدت حتى الآن إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. ووفقًا للبيانات الرسمية، نُقل 111 أسيرًا فلسطينيًا إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوب قطاع غزة لتلقي العلاجات الأولية، عقب تسليمهم من مصلحة السجون الإسرائيلية عبر معبر كرم أبو سالم.
وفي الضفة الغربية، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن أكثر من 30 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 18 من ذوي الأحكام المؤبدة و54 من المحكومين بأحكام طويلة. ورغم التحذيرات الإسرائيلية، تجمّع الآلاف في رام الله عند قصر الثقافة ومتحف محمود درويش لاستقبال الأسرى، حيث رُفعت إشارات النصر ولوّح الأسرى بأيديهم وسط هتافات الفرح، قبل أن تتفرق الحشود خشية من تدخل أمني إسرائيلي عنيف.
لم تقتصر الإجراءات الإسرائيلية على تفريق الحشود فقط، بل شملت أيضًا تغييرات تكتيكية لمنع التجمعات الكبيرة. فقد اضطرت محافظة رام الله إلى تغيير موقع استقبال الأسرى المحررين لتجنب المواجهات المحتملة مع قوات الاحتلال، التي كثفت من وجودها في مناطق الاحتفال. كما طرد الجيش الإسرائيلي عددًا من أهالي الأسرى والصحفيين من محيط معتقل عوفر، ولاحق شبانًا في بلدة بيتونيا، مستخدمًا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
ومع انتهاء المرحلة الرابعة من عملية التبادل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، يكون قد أُفرج عن 583 أسيرًا فلسطينيًا، مقابل إطلاق سراح 13 إسرائيليًا وخمسة أسرى أجانب، وسط أجواء مشحونة بمزيد من القيود الأمنية والتوترات السياسية.
رغم القبضة الأمنية المشددة، يواصل الفلسطينيون التعبير عن فرحتهم بتحرير أسراهم، متحدّين تحذيرات الاحتلال ومحاولاته المستمرة لقمع أي مظاهر احتفال. وبينما تسعى إسرائيل إلى فرض قيود صارمة على هذه المناسبات، يظل مشهد استقبال الأسرى شاهدًا على استمرار النضال الفلسطيني من أجل الحرية والكرامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى