غزة بعيون ترامب.. مشروع تطوير عقاري وتطهير عرقي
![](https://modonnew.com/wp-content/uploads/2025/02/gcvy6RGKDj_1738751523-780x470.jpg)
أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب تمسكه باقتراحه تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ورغم رفض مصر والأردن إلا أنه كرر تصريحاته التي يبدو فيها واثقاً من استقبال الدولتين العربيتين لسكان القطاع، بل إنه زاد تفاصيل جديدة توضح رؤيته لمستقبل المنطقة، لتكون منطقة سياحية تملكها وتديرها الولايات المتحدة مباشرة.
رؤية الرئيس الأميركي الكاملة أعلنها في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، وقال فيه “إن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية سنستولي على تلك القطعة ونطورها ونخلق آلاف وآلاف الوظائف، وستكون شيئاً يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به”. وأضاف أن “موقف الملكية طويل الأمد للولايات المتحدة هو جزء من هذا المشروع، من شأنه أن يحقق استقراراً كبيراً في الشرق الأوسط”.
ورداً على سؤال عمن سيعيش هناك، قال ترمب: “أتخيل أناس العالم يعيشون هناك، شعوب العالم. ستجعل ذلك مكاناً دولياً لا يصدق. وأعتقد أن الإمكانات الموجودة في قطاع غزة لا تصدق، ويمكن أن يصبح القطاع بمثابة ريفييرا الشرق الأوسط”.
ترمب، المطور العقاري السابق، قال في السابق إنه يمكن إعادة بناء القطاع المكتظ بالفلسطينيين، بشكل أفضل من موناكو، لتصبح ملاذاً للاثرياء في البحر الأبيض المتوسط، وبعد أن استخدم -في بداية محاولاته لترويج مبادرته- تعبير “تطهير غزة” أجرت الإدارة الأميركية تعديلاً لتتفادى تهمة “التطهير العرقي” إذ أدخل مبعوثه للشرق الوسط ستيف ويتكوف تغييراً ليجعله “إنسانياً” من خلال تصريحات قال فيها إن “سكان قطاع غزة يعيشون بين آلاف الذخائر غير المنفجرة وأكوام من الأنقاض”.
لماذا يرغب ترمب في تهجير أبناء غزة؟
من وجهة نظر الرئيس الأميركي، فإن قطاع غزة كان رمزاً للموت والدمار لعقود طويلة، وكان سيئاً جداً لكل من يعيش بالقرب منه، وخاصة لمن يعيشون فيه.
معتبراً أن إعادة الإعمار “لا ينبغي أن تجري في ظل نفس الأشخاص الذين عاشوا هناك، وقاتلوا من أجل القطاع، وماتوا هناك، وعاشوا حياة بائسة فيه”.
وقال: “لدي وجهة نظر مختلفة تماماً عن غزة. أعتقد أنه ينبغي أن يحصلوا على قطعة أرض جديدة وجميلة، ونحصل على بعض الأشخاص لتمويل بنائها وجعلها مكاناً صالحاً للعيش، جميلاً، وممتعاً. إذا قالوا إنهم لا يريدون، لا أعرف كيف يمكن أن يرغبوا في البقاء. إنها منطقة دمار شامل، مجرد موقع مُدمر بالكامل”.
وأضاف: “إذا استطعنا العثور على قطعة الأرض المناسبة، أو عدة قطع أراضٍ، وبناء أماكن جيدة جداً لهم مع وجود تمويل وفير في المنطقة، وهذا أمر مؤكد، فأعتقد أن ذلك سيكون أفضل بكثير من العودة إلى غزة، التي شهدت عقوداً من الموت والدمار”.
أين سيذهب السكان؟
وقال ويتكوف ومستشار الأمن القومي، مايك والتز، إن الإدارة الأميركية تُقر بأنه سؤال كبير، فيما كشفا أن الإدارة على تواصل مع عدد من الحلفاء في المنطقة و”علينا أن نجد حلاً جماعياً لهذه المشكلة”.
وكان ترمب حاسماً بشأن قبول الأردن ومصر استقبال سكان غزة، لكنه لاحقاً أضاف أن دولاً أخرى ستقبل بذلك.
ويصر الرئيس الأميركي على أن القاهرة وعمّان، رغم تصريحاتهما الرافضة، ستقبلان، قائلاً إن “ملك الأردن عبد الله الثاني، والجنرال رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، سيفتحان قلبهما وسيمنحوننا الأرض التي نحتاجها لإنجاز هذا المشروع. وسيمكن للناس العيش في وئام وسلام”.
ووفقاً لرؤية ترمب، فإنه سيُبنى أربع أو خمس أو ست مناطق لسكان غزة، وذلك بعد جمع مبالغ هائلة من المال مقدمة من دول غنية مستعدة للتمويل، وفق تعبيره.
وقال ترمب في هذا الشأن خلال المؤتمر الصحافي: “نبحث عن دول أخرى لديها قلوب إنسانية، وهناك العديد منها التي ترغب في القيام بذلك، ونقوم ببناء مناطق متعددة يمكن أن تشغلها في النهاية 1.8 مليون فلسطيني يعيشون في غزة، ما ينهي الموت والدمار، وبصراحة، ينهي سوء الحظ الذي رافق هذا المكان. يمكن تمويل ذلك من قبل الدول المجاورة ذات الثروات الهائلة”.
ومن سيتحمل التكلفة؟
وتحدث ترمب بشكل واضح عن أن مسألة إعادة التوطين ستحتاج “تمويل وفير”، ثم استفاض بأن هناك الكثير من الأشخاص في المنطقة الذين سيفعلون ذلك.
وقال: “بعض الدول الغنية في المنطقة هناك ترغب في رؤية ذلك يحدث. أنا أعلم أن السعودية تريد رؤية السلام، يمكنني رؤية ذلك، والعديد من الدول هناك كلها تريد السلام. ربما أكون مخطئاً، لكنني أعتقد أن إيران قد ترغب في رؤية السلام”.
ما عدد من يريد ترمب تهجيرهم؟
كل سكان قطاع غزة، إذ قال ترمب مجيباً على السؤال: “نحن نتحدث عن حوالي 1.7 مليون شخص، ربما 1.8 مليون، لكنني أعتقد أن جميعهم سيتم إعادة توطينهم في مناطق يمكنهم فيها العيش حياة جميلة دون القلق من الموت”.
أليس ذلك ترحيلاً قسرياً للفلسطينيين من غزة؟
يبرر ترمب عودة الفلسطينيين وبقائهم في غزة، بأنه “لا خيار آخر أمامهم”، ويعتقد أنه إذا أتيحت لهم الفرصة، فسيحبون ذلك، إذا كان لديهم بديل لهذا الوضع.
وقال: “سكان غزة لا يملكون أي بديل في الوقت الحالي، أعني، هم هناك لأنهم لا يملكون خياراً آخر (…) إنها مجرد كومة ضخمة من الأنقاض الآن. إنه وضع لا يمكن العيش فيه وخطير للغاية، فإطلاق النار يحدث في كل مكان، والقصف مستمر على كلا الجانبين”.
وأضاف: “أعتقد أنه إذا كانت لديهم فرصة للانتقال، إما كمجموعة كبيرة أو صغيرة لتوفير حلول لما يقرب من مليوني شخص، سيكونون سعداء للغاية بذلك”.
هل يحق لسكان غزة العودة إلى القطاع إذا غادروه؟
كانت إجابة ترمب خلال المؤتمر الصحافي: “سيكون هذا هو أملي، لماذا قد يرغبون في العودة؟ المكان كان جحيماً. لقد كان واحداً من أقسى وأشرس الأماكن على وجه الأرض. والآن لا أحد يمكنه العيش هناك”.
وأضاف: “يمكننا أن نبني لهم من خلال مبالغ هائلة من المال مقدمة من دول غنية جداً، وهم مستعدون لتمويل ذلك إذا استطعنا بناء شيء لهم. يمكن أن تكون إحدى هذه الدول الأردن أو مصر أو دول أخرى”.
وفي رده عما إذا كان يتحدث عن احتلال دائم في غزة وإعادة تطويرها، أكد ترمب أنه يرى فرصة لملكية طويلة الأمد للولايات المتحدة داخل القطاع.
وقال: “أعتقد أنها ستجلب استقراراً لتلك المنطقة من الشرق الأوسط، وربما للشرق الأوسط بأكمله. أحب فكرة أن تمتلك الولايات المتحدة هذه الأرض، وتعمل على تطويرها وخلق آلاف الوظائف، وتحويلها إلى شيء رائع في منطقة متميزة جداً، لم يكن أحد ليتخيلها”.