دعوات لتجنب تشويه قدسية الأقصى وظواهر الكتابة على الجدران
يارا المصري
خلال الأسبوع الماضي، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر زوارًا للمسجد الأقصى وهم يقومون بتصرفات غير لائقة، منها الكتابة على الجدران الأثرية للمسجد. هذه الظاهرة أثارت موجة من الاستهجان بين المصلين ورواد المسجد، الذين عبّروا عن استيائهم من انتهاك قدسية المكان.
المسجد الأقصى، الذي يعتبر مكانًا مقدسًا يقصده المسلمون من جميع أنحاء العالم، يواجه تحديات متزايدة مع ظهور هذه السلوكيات السلبية. مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، دعا العاملون في الأوقاف والجهات المسؤولة إلى ضرورة رفع الوعي بين الشباب والمراهقين بخصوص أهمية احترام الأماكن الدينية والأثرية، وضرورة الامتناع عن مثل هذه التصرفات التي تشوه صورة المكان وتعكر أجواء قدسيته.
الكتابة على الجدران ليست ظاهرة جديدة، فقد استخدمت على مدى العقود الماضية كوسيلة للتعبير السياسي والاجتماعي، خاصة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى. تحولت الجدران في القدس ومحافظات الضفة الغربية وقطاع غزة إلى لوحات مليئة بالشعارات، لكنها في الوقت ذاته أسهمت في تشويه المعالم الأثرية.
في الأحياء المقدسية، مثل حي الصوانة وبلدة العيسوية، تنتشر الكتابات على الجدران بشكل لافت، ما دفع بلدية الاحتلال في القدس إلى تنفيذ حملات طمس للشعارات باستخدام الطلاء الأبيض. وبينما تظهر بعض المناطق، مثل حي الصوانة، خالية من الكتابات بعد هذه الحملات، لا تزال بلدة العيسوية تعج بالشعارات، ما يثير التساؤلات حول فعالية الجهود المبذولة للحد من هذه الظاهرة.
يرى العديد من سكان المدينة أن تشويه الجدران الأثرية والدينية يمثل إهانة لتراث القدس وقيمتها التاريخية. يقول شاب مقدسي في الثلاثينيات من عمره: “الكتابة على الجدران، خاصة في الأماكن المقدسة، تعكس سلوكًا غير حضاري. يجب أن نتوقف عن هذه الممارسات التي تشوه صورة مدينتنا، وبدلًا من ذلك نحترم قدسية المكان ونحافظ على تراثه”.
دعا العديد من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة توعية الشباب، خاصة في سن المراهقة، حول مخاطر هذه الظاهرة. وشددوا على دور الأهل والمدارس في توجيه أبنائهم نحو احترام الأماكن المقدسة والأثرية، وتعزيز قيم المسؤولية واحترام التراث.
الحفاظ على المسجد الأقصى والمعالم الأثرية في القدس مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود المجتمع. الكتابة على الجدران، رغم تاريخها كوسيلة للتعبير، أصبحت مصدرًا للتشويه البصري والثقافي. ومع قرب شهر رمضان، تتجدد الدعوات إلى الالتزام بقدسية المكان واحترامه، والعمل على توعية الأجيال الشابة بأهمية الحفاظ على هوية القدس وتراثها.