نقابة الصحفيين تطلق فعاليات مؤتمرها السادس برسائل دعم فلسطين
انطلقت، مساء أمس، بنقابة الصحفيين الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام السادس للنقابة، الذي يحمل اسم “دورة فلسطين”، ويأتي مستهدفًا “استعادة المهنة” عبر عدد من الجلسات والندوات والموائد المستديرة تناقش الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للصحفيين، وقضايا الحريات، وسبل تطوير البنية التشريعية التي تحمي المهنة، حسب نقيب الصحفيين خالد البلشي.
وحضر الجلسة الافتتاحية، التي انعقدت بمسرح النقابة، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بيلانجي، ورئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي، وعدد من الصحفيين العرب، ونقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، إلى جانب نقيبا الصحفيين السابقين يحيى قلاش وعبد المحسن سلامة، فضلًا عن حضور عدد من أعضاء الجمعية العمومية للنقابة، وعدد من الصحفيين الفلسطينيين المصابين الخاضعين للعلاج بمصر.
موقع المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين
جانب من حضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، 14 ديسمبر 2024
وبدا لافتًا غياب وزراء الحكومة عن جلسة افتتاح المؤتمر الذي يقام تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، بعدما كان معلنًا في أوساط المنظمين أن وزير الأوقاف أسامة الأزهري ووزير الاتصالات عمرو طلعت سيكونا ضمن الحاضرين، إلا أنه مع بدء الجلسة أشيع اعتذارهما عن الحضور، وخلى المؤتمر من أي تمثيل حكومي إلا من متحدث وزارة الصحة حسام عبد الغفار.
أجواء فلسطينية
وتضمنت فعاليات جلسة الافتتاح عرض أفلام وثائقية وقصيرة عن المؤتمرات الخمسة السابقة للنقابة، وأبرز ما انتهت إليه من توصيات على صعيد حماية حرية الصحافة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية للصحفيين، ودور المرأة في الصحافة المصرية، وأخيرًا فيلم وثائقي يرصد معاناة الصحفيين الفلسطينيين تحت ويلات الحرب في قطاع غزة التي راح ضحيتها 194 صحفيًا.
كما تضمنت، فقرة فنية فلسطينية قدمها فريق كورال عباد الشمس، التابع للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بمصر، أدى خلالها أعضاء الفريق عددًا من الأغاني الفلسطينية المرتبطة بمقاومة الاحتلال، التي نالت في أكثر من مرة وصلات تصفيق طويلة من قبل الحضور.
وفي هذا السياق قال البلشي، إن نقابة الصحفيين تشدد على موقفها الثابت والدائم “ضد التطبيع مع العدو الصهيوني”، مؤكدًا أن حظر التطبيع المهني والنقابي والشخصي سيظل مستمرًا “حتى يتم تحرير الأراضي المحتلة، وعودة حقوق الشعب الفلسطيني”.
بدوره قال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بيلانجي إن “أحدًا لا يستطيع أن ينكر اليوم أن الصحفيين الفلسطينيين يقتلون على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام أمام أعين العالم كله ودون أي تدخل من المجتمع الدولي ودون أي إدانة لهذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الأطفال والنساء والأسر بأكملها، وهي الجرائم التي وصفتها المحكمة الجنائية الدولية قبل أسابيع قليلة بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
لماذا المؤتمر السادس؟
وإلى ذلك، لخص البلشي دوافع عقد المؤتمر، فيما “يعيشه أبناء المهنة من أوقات صعبة، تواجه فيها الصحافة العديد من التحديات المقلقة وأزمة حقيقية تتمثل في تراجع حرية التعبير، وزيادة الضغوط الملقاة على الصحفيين، وتحجيم فرصهم للقيام بدورهم الحيوي في المجتمع، وهي الأزمة التي امتدت لتلقي بظلالها على الأوضاع الاقتصادية للمهنة والصحفيين”.
وتحدث البلشي بلغة الأرقام، حين كشف أن نتائج الاستبيان الذي أطلقته النقابة بمناسبة المؤتمر وشارك فيه 1568 صحفيًا وصحفية، توصلت إلى أن خُمس ممارسي المهنة إما يعملون بلا أجر أو تقل أجورهم عن ألف جنيه شهريًا، فيما تبين تعرض أكثر من 27% من المشاركين للفصل التعسفي.
وعلى صعيد الحريات، ندد البلشي بما وصفه بـ”الانتكاسة” التي أصابت جهود مجلسه في إنهاء أزمة الصحفيين المحبوسين احتياطيًا، معقبًا “فبعد خروج ما يقرب من 11 زميلًا من غياهب الحبس خلال العام الأول لمجلسه، واعتبارهم ذلك بداية لإنهاء هذا الملف، لكن مع بدايات العام الثاني في عمر المجلس ارتفع العدد مرة أخرى ليصل إلى 24 زميلًا محبوسًا، تجاوزت فترات حبس 15 منهم العامين الكاملين، وبعضهم استطالت فترات حبسه الاحتياطي لتصل إلى خمس سنوات”، مؤكدًا أن تطبيق القانون الحالي، يكفي لإطلاق سراحهم فورًا.
ويعول البلشي على المؤتمر في “استكمال محاولات استعادة مهنة الصحافة، واستعادة نقابتها بيتًا لكل الصحفيين، ومعبرةً عن أوضاعهم وآمالهم، وطموحهم لهذه المهنة”.
ومن المقرر أن تشهد فعاليات المؤتمر، اليوم، عقد 10 جلسات، منها ثلاث متوازية في الفترة من العاشرة صباحًا وحتى الثانية عشرة ظهرًا، تتضمن جلسة بعنوان “حرية الصحافة والصحفيين .. أوضاع صعبة وتدخلات تشريعية واجبة”، وأخرى بعنوان “تحديات الإصلاح الإداري وبيئة العمل في الصحف المصرية”، والجلسة الثالثة بعنوان “سبل الإصلاح المالي في المؤسسات الصحفية”.