دور ترامب في تأجيج الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي: قراءة في سياسات الماضي وآثارها المستقبلية
حوار : علياء الهواري
حوار علياء الهواري مع الباحث فى العلاقات الدوليه محمود أبو بكر
في خضم الأحداث السياسية العالمية المتسارعة، يتابع العالم عن كثب تأثير سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على مجريات الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية، وخاصة في ظل تصاعد الصراع في غزة. تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة في فترة شهدت تغييرات جذرية في السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. كيف أثرت سياساته على الحرب في غزة؟ وهل كانت تلك القرارات بمثابة حجر الزاوية في تأجيج الصراع أم أنها أحدثت تحولاً في موازين القوى؟ نناقش في هذا الحوار تأثيرات ترامب على المنطقة ومستقبل هذه الأزمة في ظل التوترات المستمرة.
كيف تري الوضع الحالي فى فلسطين وخاصه فى غزة بعد التصعيد الأخير؟
الأوضاع الحالية في فلسطين وبالاخص غزة والضفة فاقت الكارثة لأن الهدف منذ السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣ حتي الآن لم يتحقق الا وهو تهجير اشقاؤنا في فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية للأبد وهو ما جعل مصر وقيادتها تسلك كافة السبل الممكنه في الوقت الحالي لمنع حدوث هذه الكارثة الأكبر في تاريخ الأمة لأن فلسطين ستصبح وطن بلا شعب .
ماهي الأسباب الرئيسية التى تؤدي إلى تصاعد العنف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية؟
الأسباب الرئيسية وراء تصاعد العنف بين الفلسطينين والكيان الإسرائيلي هو الدفاع عن النفس فللشعب الفلسطيني الحق في المقاومة والدفاع عن نفسه ضد اي مغتصب للأرض الفلسطينية فلا يوجد جريمة من جرائم ضد الإنسانية لم ترتكب ضد الشعب الفلسطيني الاعزل وسط دعم أمريكي اوروبي لا يتوقف علي مدار الساعة فلم يتركوا للشعب الفلسطيني اي خيار اخر غير الدفاع عن أرضهم ضد محتلين مصاصي دماء أطفال ونساء.
كيف تؤثر المواقف الدوليه خاصة من الدوب الغربية والعربية على الصراع فى غزة؟
الموقف الدولية لا يمكنها أن تؤثر في ظل دعم أمريكي وبريطاني واوربي وصمت دولي وعجز محكمة العدل الدولية أو مجلس الأمن عن إصدار أوامر توقف ألة القتل التي تحصد أرواح الأبرياء من الشعب الفلسطيني ضد كيان لا يعرف إلا لغة سفك الدماء والدمار والخراب فواشنطن ولندن ودول اوروبا الكبري لن يتوقفوا عن دعم الكيان لأن هذا يحقق لهم سيطرة تامة علي ثروات فلسطين ولبنان من غاز في البحر المتوسط وهو حلم استدماري فالكيان الإسرائيلي ماهو الا أداة لتنفيذ استدمار أمريكي بريطاني اوروبي جديد في المنطقة العربية .
هل تعتقد أن حل الدولتين لا يزال قابلا للتنفيذ فى هذا السياق ام أن الواقع قد تغير تماما؟
حل الدولتين هي حلول نؤمن بها نحن العرب لأننا لسنا دعاة حروب ودمار وسفك دماء وإنما دعاة سلام لا نعتدي بل ندافع عن حقوقنا وارضنا لذلك اعتقد ان حل الدولتين أصبح علي أرض الواقع بعيد في ظل الممارسات الصهيونية التي تستهدف تهجير الفلسطينين من أرضهم وتصفية القضية فالواقع تغير تماما .
كيف ترى تأثير العمليات العسكرية فى غزة على المدنيين الفلسطينين وعلى الوضع الإنساني فى القطاع؟
العمليات العسكرية في فلسطين المحتلة وبالتحديد في غزة خلفت أكثر من مئات الالف من الشهداء واكثر من مليون مصاب فهي بالأساس كانت موجهة ضد المدنيين ولم تكن موجهة ضد مقاومة مسلحة فأكثر من ٧٠% من الشهداء أطفال ونساء فالوضع الإنساني أشبه بهولوكوست يمارسه قوة احتلال علي أصحاب أرض عزل .
ما دور المنظمات الانسانيه فى غزة فى ظل هذة الا ضاع وكيف يمكن تحسين وصول المساعدات؟
المنظمات الإنسانية في غزة تحتاج الي دعم كبير جدا لكي تقوم بأداء دورها فلم تضغط القوي الدولية أو تجبر إسرائيل من قبل مجلس الأمن والقوي الدولية الكبري علي فتح المعابر لإدخال المساعدات الطبية بل بقيت مصر هي من يسقط المساعدات وتضغط بكافة الوسائل لكي تدخل المساعدات لاشقاؤها الفلسطينين منذ اللحظة الأولي لهجوم إسرائيل علي قطاع غزة الفلسطيني .
هل ترى أن الضغوط الدوليه على إسرائيل ستؤدي إلى تغييرات فى سياستها تجاه غزة؟
الضغوط الدولية لن تؤدي تغيير إسرائيل سياستها تجاه قطاع غزة أو الضفة الغربية لأن الفيتو الأمريكي البريطاني يلعب دورا كبيرا في ايقاف قتل المدنيين الأبرياء فلا يوجد ضغط دولي حقيقي وفاعل يمنعهم من ارتكاب المجازر كل لحظة بل يزيد الدعم الأمريكي والجسور الجوية لا تتوقف لأن الهدف هو السيطرة الكاملة علي كافة ثروات المنطقة .
كيف يساهم الإعلام فى تشكيل الرأي العام حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
هناك نوعان من الإعلام ظهروا منذ اللحظة الأولي لهجوم الكيان الإسرائيلي علي قطاع غزة الأولي تاجر بها وحقق مكاسب فرقت ولم تجمع الامة والآخر إعلام كان واقعيا وعمد الي المصداقية وعدم المتاجرة بدماء الفلسطينين ولكي يساهم الإعلام في توحيد الجهود العربية يجب أن تتوقف بعض القنوات بالمتاجرة بالقضية وهم يبثون بجانب القواعد الامريكية وعدم تخوين وتشويه دول فاقت تاريخهم في عطاء والدفاع عن الأشقاء ضعف إعمار تلك الدول مجتمعة فبالطبع هناك تلاعب كبير في تغطية واقعية الأحداث ادت لضياع اي جهد عربي صادق للسيطرة علي الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينين .
كيف ترى تأثير سياسية الرئيس الأمريكي ترامب على العلاقات الدوليه فى الشرق الاوسط؟
اعتقد ان سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن تختلف كثيرا عن سياسة جو بايدن لأن الأهداف الامريكية واحده ولن يتوقفوا عن دعم مخطط إسرائيل في تحقيق حلم السيطرة علي الشرق الأوسط كاملا الا أن طبيعة سياسة ترامب تميل الي سلب الأموال والثروات دون اراقة الدماء وهو ما قد يجعل الشرق الأوسط قد يذهب الي الهدوء البطيء جدا لأن الوضع الحالي في المنطقة أضحي كالبركان الخامل الذي قد ينفجر في اي لحظة .
هل ترى أن اعاده انتخاب ترامب يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سياسة امريكا تجاه فلسطين وإسرائيل؟
لا أعتقد أن إعادة انتخاب ترامب يؤثر كثيرا علي سياسة امريكا تجاه فلسطين وإسرائيل لأن هذا الأمر متعلق بسياسة ثابته لأمريكا اتجاه ولايتها الإسرائيلية في الشرق الأوسط الا أننا قد نري بعض التغيرات التي تستهدف في المقام الأول اضفاء الهدوء النسبي علي فلسطين وهو الأمر الذي الحق الهزيمة بإدارة جو بايدن وكاميلا هاريس وحزبهم الا أننا أمام تسريع كبير لوتيرة التصعيد الذي ينتهجه نتنياهو قد يعقد كافة جهود التهدئة في المنطقة وهو أمر حذرت منه القوي الدولية الإقليمية الكبري علي رأسها مصر .
فى ضوء قرارات ترامب السابقة مثل الاعتراف بالقدس عاصمه لإسرائيل كيف يمكن تتغير الديناميكيات فى المنطقة؟
قرارات ترامب السابقة بالاعتراف بنقل سفارة امريكا في إسرائيل للقدس ماهي إلا نوع من البروبجاندا الاعلامية التي كان يريد أن يكسب بها دعم الصهاينة خلال حقبته الأولي وإعادة ترشحه ضد جو بايدن في الانتخابات الامريكية السابقة الا انه اصطدم بعد أن حقق تلك المكاسب لإسرائيل بدعم كامل من نتنياهو لجو بايدن الأمر الذي في اعتقادي جعله يعيد حساباته
كيف يمكن لسياسة ترامب أن تحدث تغيرات ديناميكية في المنطقة
الديناميكية في المنطقة العربية سريعا جدا ومتغيره خاصة مع انهيار الجيوش النظامية وصعود مليشيات لم يكن في عقيدتها الدفاع عن قضايا الأمة والحفاظ علي استقرار المنطقة بل كان هدفها الأساسي هو تحقيق مكاسب اعلامية ودعم كبير في الاتجاه المعاكس الذي ادي الي انهيار أكبر للبلدان العربية المحيطة بإسرائيل وقد يتغير كل هذا اذا ما تبنت جميع الدول العربية مفهوم إعادة بناء الدول ومؤسساتها وإنهاء كافة الانقسامات حينها نري تغير دينمايكي في صالح القضية الفلسطينية والمنطقة وقد يجبر امريكا علي انتهاج سياسة مختلفة مع فلسطين والمنطقة .
هل تعتقد أن سياسات ترامب قد تركت تأثير طويل الأمد على العلاقات الأمريكية مع الدول العربية؟
اعتقد ان ترامب تعلم كثيرا من ساسياته السابقة اتجاه الشرق الأوسط والتعامل مع العرب وهذا الأمر قد يدفعه في ولايته الثانية الي العمل علي سد الفجوات الكبيرة بينه وبين الدول العربية خاصة ما تنامي قوي عالمية كروسيا والصين جعلت العالم متعدد الاقطاب الأمر الذي جعل الامريكان يدركون جيدا أن العالم لم يعد ملك لهم وحدهم بل هناك قوة كبري وتحالفات اقتصادية وتفاهمات عسكرية قد تغير موازين المعارك الكبري وهو امر سيغير في اعتقادي سياسات ترامب وامريكا القادمة علي كافة الاصعدة .
هل يمكن أن تؤدي سياسه ترامب امريكا اولا إلى تغييرات جذرية فى السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قضايا الشرق الاوسط؟
المملكة العربية السعودية والإمارات العربية هما قوي اقتصادية كبري لا يستهان بها وتفاعل ترامب معهم فيما يتعلق قضايا المنطقة هو امر بديهي فهم حلفاء مهمين بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ولا يمكن تجاهل أصواتهم اتجاه القضية الفلسطينية فالصراع العربي الإسرائيلي قائم لن يتغير واهدافه لن يتواني لحظة في تحقيقها فليس أمام الدول العربية خيارات كثيرة فيجب ان يكونوا ذو نظرة ثاقبة بعيدة تحول دون تحقيق إسرائيل أهدافها كما ومطامعها الكبري في المنطقة كما تفعل مصر فنحن في توقيت حرج في غاية الخطورة من عمر الأمة والمنطقة فمصر والسعودية والإمارات يعملون جاهدين لمنع انفجار المنطقة وأعتقد أن هذا الأمر ستضعه إدارة ترامب في اولي حساباتها .
هل ترى أن إدارة ترامب السابقة قد ساهمت فى تعزيز أو تقليل فرص السلام فى المنطقة؟
لم تؤثر إدارة ترامب السابقة كثيرا في تعزيز أو تقليل فرص السلام في المنطقة وفلسطين فكانت سياسته السابقة تهدف الي جمع الأموال وليس إشعال الحروب والازمات فبإعتقادي أنه لو تمكن الفلسطينين حينها من توحيدهم وإنهاء الانقسام كان الأمر قد تغير بعض الشيء لأن استقرار المنطقة لا يمكن أن يتحقق الا بدولة فلسطينية علي حدود ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية لذلك كان من الممكن أن يمارس ضغط علي ترامب قد يثمر عن تحقيق شيء علي الارض .
كيف تري دور الأمم المتحده والمنظمات الدوليه فى معالجه القضايا فى غزة وفلسطين؟
لا يوجد للأمم المتحدة أو المنظمات الدولية اي دور حقيقي في معالجة قضية احتلال إسرائيل لفلسطين وإنهاء الهجوم البربري علي الأبرياء فهم لا يعملون الا علي الدول المراد تمزيقها في المنطقة العربية فيجب أن يتم إعادة هيكلتها وتصحيح مسارها لأن ما يفعلونه هو امر مخزي للغاية ووصمة عار علي جبينهم تثبت انهم لم يكونوا الا دميه في يد القوي الكبري تستخدمها ضد الدول الضعيفة لسرقة ثرواتها وتمزيق وحدتها كما فعلوا بكافة البلدان العربية .
ماهو موقف القوى الكبرى مثل الصين وروسيا فى ما يتعلق بالصراع فى فلسطين؟
بالطبع موقف روسيا والصين مغاير تماما عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية والغرب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فهناك تفاهمات كبيرة بين موسكو وبكين فيما يتعلق بأحقية الشعب الفلسطينية في حصوله علي الاستقلال وإقامة دولته علي حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية وأن العقاب الذي يناله الشعب الفلسطيني الاعزل فاق كل أنواع الجرائم الإنسانية وهو ما وضح في صراع الفيتو بينهم وبين امريكا لإيقاف الحرب في قطاع غزة .
هل تعتقد أن هناك امكانيه لحل دبلوماسي للصراع فى غزة ام أن الحل العسكري هو الوحيد القابل للتنفيذ فى الوقت الحالي؟
بالطبع الحل الدبلوماسي لا بديل عنه في قطاع غزة أو أي منطقة يوجد بها حروب فقد يحقق مالم تحققه الحروب الكبري اذا ما توفرت الارادة السياسية من الاطراف المعتدية وأعتقد أن إدارة ترامب يمكنها أن توقف المجازر التي تحدث في حق الشعب الفلسطيني والتي أكلت الأخضر واليابس وهو الإنجاز الذي قد تحققه إدارة الرئيس الأمريكي في ولايته الثانية .
كيف يمكن للجهود الإقليمية مثل الوساطات من مصر وقطر أن تسهم فى تهدئه الأوضاع فى غزة؟
الجهود المصرية لم تتوقف لحظة منذ السابع من أكتوبر لمحاولة السيطرة علي التصعيد المدمر للمنطقة جعل المنطقة علي وشك الانفجار واشتعال حرب عالمية ثالثة في منطقتنا العربية وقودها أرواح الكثير من أبناء بلادنا العربية لذلك عملت مصر مع كافة اشقاؤها من قطر والسعودية والإمارات والكويت الي العمل علي تهدئة المنطقة وإنهاء الحرب علي فلسطين العربية وهو امر وأن لم يظهر للعلن أو يسلط عليه الضوء نظرا لوجود بعض الاجندات التي تريد أن تصنع لنفسها مجدا وبطولة مزيفة علي حساب الفلسطينين والمنطقة وهو ما وجدت داعم وحاضن يريد أن يخفي الدور العظيم الذي تلعبه مصر مع اشقاؤها لإيقاف بحر الدماء الذي يستهدف كل شبر علي الأراضي العربية والمستفيد الأوحد منها هما قوي التطرف والاستدمار التي تريد أن تكون ثرواتنا وبلادنا ومقدساتنا ملك لهم وهو أمر لن يتحقق في وجود مصر مع اشقاؤها وعملهم علي إحباط المخططات وفهم الشعوب العربية لها .
في الختام، يتضح أن تأثير سياسات دونالد ترامب على الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية كان معقدًا وغير مباشر. رغم أن القرارات التي اتخذها مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قد أدت إلى تصعيد التوترات في المنطقة، إلا أن الوضع على الأرض لا يزال يتطور بشكل متسارع، وتظل الأزمات تتطلب حلولًا أكثر شمولية ودبلوماسية. بينما يستمر تأثير ترامب في السياسة الأمريكية على مدى بعيد، يبقى السؤال الأهم: كيف سيؤثر هذا الإرث السياسي على مستقبل السلام في الشرق الأوسط؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة .